الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
عمل درامي جديد فضّل صانعوه أن يكون سورياً صرفاً إنتاجاً وابداعاً وتمثيلاً وفي الوقت نفسه يجمع بين طياته عدداً كبيراً من نجوم الفنانين ، في سعي لتوفير مختلف العناصر التي تضمن له النجاح ، العمل الجديد جاء بعنوان (وثيقة شرف) وهو عشارية ضمن سلسلة درامية ، من إخراج باسم السلكا ، سيناريو عثمان جحا ومؤيد النابلسي ، بطولة كل من الفنانين : أسامة الروماني ، سوزان نجم الدين ، سلوم حداد ، أمل عرفة ، أيمن رضا ، سلمى المصري ، فراس ابراهيم ، فادي صبيح ، عبد الهادي الصباغ ، وفاء موصلي ، نظلي الرواس ، مديحة كنيفاتي ، زينة بارافي ، مصطفى سعد الدين .
تدور الأحداث ضمن حارة شعبية يعيش فيها أربعة شبان تحوّلت جيرتهم إلى صداقة على مر السنين ، يقررون التوقيع على وثيقة شرف يتعهدون فيها على عدم خيانة بعضهم البعض ، ولكن تتعرض هذه الصداقة إلى اختبارات تضعهم على المحك ، فهل يستمرون معاً أم يسقطون أمام أول تجربة تعترضهم ؟.. يؤدي أدوار هذه الشخصيات الأربع الفنانون : مهيار خضور ، فاتح سلمان ، لجين اسماعيل ، هافال حمدي . وتتشعب الحكاية لتطال كاتبا يقوم بكتابة رواية تحكي قصة فتاة تُختطف من بلدها لتكون فتاة ليل لدى إحدى شركات الرقيق الابيض ورغم الصعوبات التي عاشتها إلا أنها تستطيع الهرب والعودة إلى الوطن، ويبقى الرهان : هل سترى قصتها النور أم سيتم وأدها في مهدها ؟..
يشير المخرج باسم السلكا في حديثه عن العشارية إلى أنها مسلسل سوري اجتماعي ينتمي لأعمال المنصات ، ويحكي عن أربعة أصدقاء ضمن حارة في العشوائيات يجمعهم عهد الإخلاص لهذه الصداقة ومن خلال حلقات العمل يتم رصد رحلة صعود الشخصيات الأربع وتحدي قدرة الحفاظ على العهد ، وعن البيئة التي تدور فيها رحى الأحداث.. يقول: (خاطبت العشارية عدة أجواء سورية بحتة ، وكان مجتمع القاع في العشوائيات هو الرئيسي بينها ، كما تناولت بعض الخطوط الحارات الشامية القديمة ، واحتاجت بعض الخطوط إلى بيوت فرنسية ، وذلك كله حسب طبيعة الشخصيات) ، وحول إن كان اهتمامه قد انصب ضمن العمل على التفاصيل أم التشويق أم الممثلين ، يجيب : (كان الاهتمام في الحفاظ على العلاقة الجيدة بيني وبين المشاهد وتقديم الحكاية بأفضل طريقة بالتعاون مع شخصيات العمل) ، وضمن هذا الإطار يؤكد أن الحكاية المطروحة قابلة للتطوير والاستمرار بجزأين آخرين إضافة للجزء الموجود حالياً لذلك جاءت النهاية مبشرة بولادة جزء ثانٍ ، ولكن يبقى القرار بيد الجمهور فاستمرار أي مشروع عبر أجزاء هو رهن تفاعل الجمهور معه وما يحققه من (ريتينغ) .
يرد المخرج باسم السكا على الاتهامات التي عادة ما تطال أعمال الخماسيات والسباعيات والعشاريات بشكل عام إذ يُقال إن غالبيتها يذهب باتجاه التغريب حيث لا بيئة ولا هوية ولا خصوصية ، وفي رده عن ذلك يقول : (على العكس تماماً ، فمنذ البداية كان الهدف من هذه العشارية تقديم دراما سورية بالطريقة الحديثة وليست الغربية ، وهي الطريقة التي تواكب عين المشاهد بصرياً ، فاليوم أي مُتابع بات على تواصل مباشر مع الأعمال الغربية كلها ، وما فعلناه أننا حاولنا توظيف الموضوع التقني العالي بنفس سوري بحت من حيث الحكاية والعناصر المشاركة من فنانين وفنيين) ، أما حول السبب وراء التركيز على فكرة أن العمل سوري بالكامل فيقول : بالنسبة إلي كمخرج فأنا ابن الدراما السورية ولم يكن أمامي فرصة لتعلم المهنة بشكل اكاديمي وإنما تعلمتها من خلال مخزون بصري وفني له علاقة بالأعمال السورية القديمة وبأعمال الأساتذة المخرجين الذين هم قبلي ، وبالتالي فجزء من الإخلاص للمشروع السوري الدرامي هو دعم الدراما السورية التي وعينا عليها وتعلمنا منها.