الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
ضمن فعاليات الاحتفاء بأيام الثقافة السورية أقيمت ندوة وراقة الأمس نشر اليوم في مكتبة الأسد بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ومشاركة كل من مدير عام مكتبة الأسد إياد مرشد وهيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين ومدير قسم المخطوطات أمينة الحسن ومعاون مدير المخطوطات هبة المالح للحديث والبحث في مهنة الوِراقة والنشر بين الماضي والحاضر في ظل تطور وسائل النشر والنسخ والتوثيق.
وحول الندوة تحدثت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح للثورة أون لاين عن أهمية مثل هذه الندوات مثنية على محاضري الندوة لما قدموه من معلومات كون هذه الندوة تندرج في صلب أيام الثقافة السورية والشعار الذي تم اختياره لهذا العام وهو الأصالة والتجدد وهذه الندوة أوضحت مفهوم الوراقة كمهنة.. وتحدث المحاضرون عن المخطوطات وأهم الوراقين والخطاطين في التاريخ العربي وكيف نشأت هذه المهنة وكيف تطورت وماهي أدواتها ومعاييرها حتى وصلنا إلى عصرنا الحاضر عصر المكتبات.
مدير عام مكتبة الأسد الوطنية إياد مرشد تحدث عن الوراقة بأنها انتشرت في عصور ازدهار الحضارة العربية في العصر الأموي وبشكل خاص في العصر العباسي أخذت أبعادها بعد معرفة كيفية صناعة الورق بشكله المعروف وبالتالي ازدهرت هذه الوراقة وتطورت وكانت حاضنة الفكر كون الورق يحمل الفكر وهو رسول للثقافة، متابعاً: استطعنا من خلال التدوين والنسخ على الورق أن ننقل مآثر العظماء في الشعر والفلسفة وسواها من إبداعات رجالات تلك المراحل التاريخية، منوهاً أن هذه الندوة متكاملة وشاملة سلطت الضوء على صناعة النشر في سورية اليوم وعلى مرحلة تاريخية سابقة وأخرى حالية.
وعن القراءة ونوعها أشار مرشد إلى أهمية القراءة خاصة القراءة العلمية الموثقة والدقيقة على اختلاف الوعاء الذي يقدمها وعلينا أن نغذي عقولنا بالقراءة لأنها أساس الوعي.
كما عرضت مديرة المخطوطات والكتب النادرة في مكتبة الأسد أمينة الحسن محوراً واسعاً حول النساخة وطرائق النسخ والتجليد لحفظ الأوراق وعن أسواق الوراقين وتقسيماتها إلى تجارية وحرفية وخيرية وأشهر الوراقين منهم ياقوت الحموي وابن النديم وأبو حيان التوحيدي والجاحظ وما تركه من مخطوطات وكيفية اظهارها على شكل كتاب.
وأضافت الحسن أن العصر العباسي هو العصر الذهبي للوراقة والذي مهد لدخول الورق إلى العالم الإسلامي وبالتالي ازدهار الورقي.. وعن النساخة قالت الحسن إن النسخ حرفة مهمة والناسخ من يقوم بكتابة النصوص بأمانة ودقة منوهة أن مخطوطات القسم وصلت إلى تسعين.
أما هبة المالح معاونة مدير المخطوطات تحدثت عن أسواق الوراقين وازدهار الوراقة والحياة الثقافية في العصر العباسي وعرفت الوراقة بأنها حرفة من صنع الأجداد واليوم لايمكننا نسخ كتب بطريقتهم يكفينا اليوم الضغط على زر للحصول على ألف نسخة ويزيد.
ركزت المالح على الوراقة بين الماضي والحاضر وكيف ارتقت ونظرة المجتمع للوراقين وأسواق الوراقة وجماليتها لما تشبه سوق عكاظ سابقاً ومعارض الكتاب حالياً وهذا الربط بين الماضي والحاضر ودور الدلالين في الإعلان عن الكتب القيمة وأسماء مؤلفيها وكيف ينتقون المكان المرتفع لذكر عنوان الكتاب واسم المؤلف والمصنف وأهميته ليصل إلى الناس ويتهافتون لاقتنائه.
هموم الناشر وما آلت إليه مهنة النشر كانت محور المحاضرة التي ألقاها رئيس اتحاد الناشرين هيثم الحافظ مؤكداً أن الناشر هو تاجر له هدف نبيل وهو من ينشر الثقافة كما تحدث عن معدلات القراءة والعقبات التي تعترض مهنة الكتاب والنشر ووضع الحلول لذلك.