تمارس واشنطن دور مشعل الحرائق في العالم أينما استطاعت وكيفما أتيحت لها أن تكون، المهم أن تضرم النار لتمارس بعدها دور الشرطي الذي يقدم نفسه بمظهر مطفيء الحرائق وحلال المشاكل.
وفي هذا الاطار تروى طرفة سياسية مفادها أن وزير خارجية أميركا الأسبق كولن باول صعد الطائرة دون أن يحدد وجهته سأله قائدها:إلى أين نتجه ؟رد بأول أينما أردت ففي كل مكان من العالم لدينا ما نقوم به.
بالتأكيد ليس ما يقومون به فعلاً إنسانياً بل هو القتل والتدمير والموت من أفغانستان إلى العراق إلى سورية وكل دولة يعادونها..
اليوم تطبل وسائل إعلام حول إنسانية واشنطن وأنها تعمل على تخفيف “قانون قيصر” على سورية وكأن سورية مذنبة أو كأن مثل هذه العقوبات اللاإنسانية حق تفرضه الإدارة الأميركية..
أليست عدواناً على الشعب السوري كاملاً أليست استكمالاً لما قامت به من تدمير للبنى التحتية في الرقة ودير الزور…وأليس ما تقدمه بذار قمح فاسد للمزارعين في منطقة سيطرة “قسد” أليس جريمة حرب وإبادة جماعية باغتيال لقمة العيش؟
إن الأمر سياسة أرض محروقة بأساليب شتى لايمكن حصرها، وقد عبر عن ذلك نعوم تشومسكي المفكر الأميركي حين أطلق عليها النزعة الإنسانية العسكرية ..وذهب إلى القول إن واشنطن تلقي طائراتها القنابل والخبز على الدول التي لا تسير في ركبها وأيهما يصل أولاً هو المطلوب.
هذه إنسانية القتل الرحيم التي تمارسها واشنطن ويطبل لها الإعلام الذي يمضي في ركبها ولكنه مكشوف ومفضوح.
البقعة الساخنة.. ديب علي حسن ..