الملحق الثقافي:هنادة الحصري
اشتقت اليك …
اشتقت اليك …
ماذا يفعل المشتاق حين يغدو الكون شتلة رماد ؟!..
ما زلت في حالة ذهول …
كيف ابتعدت أيتها الغمامة ، الوردة ، الفلة ؟!..
أينك ؟ لقد كسرني غيابك !..
يا زهرة كل الصباحات ..
كيف لي أن أتماسك ،و قد أصبح الماء مثل التراب …!
كيف أواجه غيابك ، و قد صادرت نعناع الحياة ….!
ماذا أقول و عيوني تبزغ كالمرايا من عجينة الألماس …!
كيف سأواجه مشتل حرفي ؟
كيف سأحكي له عنك ، و قد أصبحت أصابعي قطعة
خيزران ….
و بدأ الفرح يغلف حقائبه ، و قد أسدلت عليه ستائري
زمنا طويلا …
بلا أغنية ، أحمل حزني بيد و غربة موشحي بيد
أخرى …
يا صديقة العصافير ..
ما عادت الملكة أمي بيننا …
غيّبها الليل عني ، و أسى يغلف الأشياء …
و قمر العين مطفأ ، و أنا أنوء بأثقال …
في هذه البرية واسعة الأطراف ..
أيتها العباءة التي سحبت من جلدي …
هل أقول ، وداعا يا حبيبة ؟!,,,
هل ستشتاقين الينا كما نشتاقك ؟!..
ماذا أقول للعصافير اليتيمة على شرفاتك ؟!…
تنتظر أن تطعميها بيدك …
تراها تقبل يدي ؟!..
هل مللت هذه الحياة و أردت أن تستريحي ؟
كمحارب أنهكته أجنحة القتامة …
لماذا أخذت كل الحب معك ؟!….
ما زلت أحدق في خطوط يديك و رائحة أنفاسك …
يا من كانت الشام عباءتها ، و صباحات الشام عطرها ..
أحرفي تتلعثم على مفارق شفاهي ..
لماذا رحلت دون كلمة ؟!..
ماذا أقول للمواويل ، للأشجار ، للهواء ، للسحابات ؟!….
ها هو ركنك المعتاد ، و الحضارة الدمشقية العطاء ….
وها أنت دعواتك ، شالك ، قراءاتك ورود الغاردينيا ..
فكيف أطبقت الجفون ؟!…
كيف تسافرين و ياسمينك المضفور ينده ، يشرق
بالبكاء
و دعاء الفقراء يدغدغ الثناء ؟ …
حتما سترجعين كالسنونو …
لتهدينا مصحف الأفراح …
صيّرني غيابك كالمركب سقطت عند أشرعته .
أينك لا تودعينني ؟…
اتركي يديك في يدي …
يا شام قولي لم تمت …
يا شام قولي لم تمت …
لكن الشمس يلفحها السواد
رغم قنديلك المضاء …
ماذا بقي للقلب الا أن يتوقف ؟!….
التاريخ: الثلاثاء30-11-2021
رقم العدد :1074