الملحق الثقافي:سمر أحمد تغلبي
أقبِلْ نزارُ، لماذا الصّمتُ والوجلُ؟
هذي دمشقُ، إليها الشّوق يرتحلُ
تلكَ التي كنتَ قد أرهقْتَها قُبَلاً
تلك التي ارتَعَدَتْ مِنْ شوقِها القبلُ
تلك التي فتَّحتْ في البُعْدِ أذرُعَها
كي يرتوي الشَّوقُ من نجواكَ إذ تصِلُ
مالي أراكَ عصِيَّ الوَجدِ متَّئِداً
ماذاك عهدُكَ عندَ الشّامِ تنشغِلُ
أينَ الجنونُ؟ وأينَ الطِّفلُ في شغَفٍ
يسعى لحضْنٍ إليهِ الرّوحُ تنتقِلُ
بل أينَ سَعْيُكَ نحوَ العشقِ مكتملاً
من قاسيونَ يُدَوّي، يرجفُ الجَبَلُ
هلْ جئتَنا تُرهِقُ الأرواحَ في عَتَبٍ؟
أمْ جئتَ ترقبُ شوقاً كيفَ لايَصِلُ؟
ماذا وُقوفُكَ خلفَ الشّامِ في دَعَةٍ؟
قلْ ما الذي في رحاب الروحِ يعتملُ
***********
هذا نزارُ يهُزُّ الرَّأسَ في جَلَفٍ
يقولُ في وَلَهٍ، للحرفِ يَرتَجِلُ:
ماهذه الشّام، ماهذا النّواحُ بها؟
عهدي بتشرينَ بالأفراحِ يشتعلُ
أينَ الزّغاريدُ؟ أينَ الوجدُ في مُقَلٍ
في كُحْلِها المجدُ يشدو الحبَّ، والأملُ
تشرينُ جاءَ بتشرينٍ فصارَ بها
في كلِّ منعطفٍ ذكرى، بها ثَمِلُ
هلْ مرَّ تشرينُ من ميدانها ألِقاً؟
أم أنَّ ثانيَ تشرينينِ يعْتَزِلُ؟
ذاكَ الذي كان للآمالِ ضوْءَ غَدٍ
وللجراحِ رحيقٌ منهُ تنْدَمِلُ
أرنو إلى الشام، قد ضلَّتْ مباهجُها
واغتالَ فيها ندى تشرينَ مُنفَعِلُ
عودوا بحبٍّ إلى أحلامكم زمراً
كي يشرقَ المجدُ في تشرين، والغزلُ
التاريخ: الثلاثاء30-11-2021
رقم العدد :1074