الثورة – نيفين عيسى:
لا يستطيع مُعظم الناس الاستغناء عن هواتفهم المحمولة يوماً كاملاً، ويشعرون بالقلق وعدم الراحة إذا نفدت بطارية الهاتف أو إذا اضطروا لعدم استخدامه لسبب معين، تلك الحالة تسمى “النوموفبيا” “no-mobile phobia” وتعني الإفراط في استخدام الهاتف المحمول.
ومن أعراض النوموفوبيا الشعور بالقلق وعدم الراحة والتوتر والعصبية والألم عند الشخص، عندما لا يكون بحوزته هاتفه الذكي أو عندما يكون غير قادر على استخدامه، ومن ثم لا يقدر على الوصول إلى المعلومات التى يسعى للحصول عليها، أو لأنه يفقد خاصية الترابط والتواصل التي يوفرها له الهاتف الذكي.
فادي ريّا طالب جامعي يرى أن استخدام الهاتف المحمول بشكل دائم يؤثّر بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية، فقد أصبح معظم الناس يتبادلون الأحاديث والتهنئة وغير ذلك عبر الانترنت وليس من خلال التواصل المباشر.
سميرة الصالح ربة منزل ذكرت أن ابنها الذي لم يتجاوز السادسة عشر من عمره أصبح انطوائياً يميل إلى العزلة بسبب اعتياده على استخدام الهاتف المحمول وعدم الاختلاط بأقرانه، وهي ظاهرة مُثيرة لقلق الأهل الذين يلاحظون مساوىء التعلق الزائد بالانترنت.
كما أنٌ العديد من الاختصاصيين النفسيين أشاروا من خلال تجاربهم مع الأشخاص إلى أنه يمكن علاج النوموفوبيا عبر استخدام الهاتف بأقل وقت ممكن بحيث لا تزيد المكالمة عن خمس دقائق وعدم استخدام أكثر من هاتف واحد أو التكلم بالهاتف أثناء شحنه، وتجنّب وضع الهاتف أثناء النوم بل إغلاقه ومنع وضعه على الأذن مباشرة بل على بعد عدة سنتيمترات، وأن نعود أنفسنا على عدم استخدام الهاتف فور الاستيقاظ، وعدم وضع خاصية الإشعارات على الجهاز حتى لا نُضطر لفتح الهاتف كل دقيقة.
كثيرةٌ هي العادات والسلوكيات الضارة، والتي تنعكس سلباً على أفراد المجتمع، إلاٌ أن علاجها والتعامل معها ممكن من خلال مزيد من الوعي والإرادة.