المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية إقبال كبير في جميع الاختصاصات .. وقريبا ماجستير للصحة المجتمعية

الثورة – ميساء الجردي:
لأهداف مهمة وذات تأثيرات عالية في تنمية الموارد البشرية وإعداد الخبرات المتخصصة في مجالات علوم السكان، كان افتتاح المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عام 2003 ليتابع مسيرته العلمية في تخريج عشرات الطلبة من حملة الماجستيرات والدكتوراه وفي إجراء بحوث ودراسات ومسوح خاصة بالتنمية السكانية النوعية وبالتوافق مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية في إطار التنمية المستدامة .
الدكتور حيدر أحمد عباس عميد المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية أكد أن المعهد خلال الأعوام الأخيرة شهد إقبالا كبيرا من قبل الطلاب المسجلين فيه، وقد وصل عدد طلابه في هذا العام إلى حوالي ٦٧٠ طالبا وطالبة في مختلف الماجستيرات المفتوحة حاليا وهي ماجستير التأهيل والتخصص في العلوم السكانية( ماجستير السكان والتنمية) وماجستير التأهيل والتخصص في حماية الأسرة، وماجستير الإحصاء السكاني، إضافة إلى المساعي الحالية لافتتاح ماجستير الصحة المجتمعية بالتعاون مع وزارة الصحة وخاصة أن المعهد حصل على قبول وتشجيع من قبل وزارة التعليم العالي على ذلك.
وبين عباس أن المعهد في السنوات الأولى لافتتاحه كان عدد المسجلين فيه لا يتجاوز الـ 30 طالبا وطالبة، وقد استمر العدد بالتراوح ما بين 20 وحتى 50 طالب وطالبة على مدى سنوات، ليمر فيما بعد بمرحلة من الركود وضعف الإقبال وخاصة في أعوام 2014 و2015 حيث قل عدد الطلاب المنتسبين إليه لينخفض إلى عشرة طلاب فقط، فكان هناك عدة مقترحات لإغلاقه بسبب ضعفه في الجانب التعليمي والأنشطة والتفاعل مع المجتمع. إلا أن هذا الحال تغير مع قدوم الكادر الجديد إلى المعهد والإدارة الجديدة التي عملت جاهدة بكل طاقتها لإعادة الإقبال العلمي والأكاديمي إلى المعهد، وتحقيق الأهداف الكبيرة التي أقيم من أجلها وخاصة في مجال استقطاب المسجلين. لافتا إلى أن إدارة المعهد الحالية عملت على تسليط الضوء على أهمية المعهد والأهداف التي يعمل عليها ودوره في المجتمع والتنمية المستدامة من خلال القيام بمراسلات واتفاقيات علمية منها الاتفاقية العلمية والتدريبية التي عقدت خلال هذا العام مع جامعة دمشق، إضافة للمقابلات التلفزيونية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع نسبة الإقبال على المعهد ليصل إلى ٦٧٠ طالبا وطالبة في هذا العام وارتفاع معدلات القبول في بعض الماجستيرات إلى 77.7 مع تحقيق نسبة دوام عالية تصل إلى 80%.

وأوضح حيدر أن النجاح لم يتوقف على موضوع استقطاب الطلاب فقد تحقق تحسن كبير في موضوع الكادر التدريسي إذ لم يكن يوجد في المعهد سوى دكتورين فقط، في حين وصل عدد الدكاترة المدرسين في المعهد خلال السنوات الأخيرة إلى عشرة أساتذة بعد استكمال العدد من خلال المسابقة التي أقامتها وزارة التعليم العالي لتعيين أعضاء هيئة تدريسية في الجامعات والمعاهد. مشيرا إلى أن العدد الحالي مناسب جدا وهو يوافق كل المعاهد الموجودة حاليا والتي تقدم نفس الخدمات العلمية والأكاديمية.
وتحدث مدير المعهد عن عدد من الأقسام العلمية الموجودة لديهم وهي قسم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية وقسم الجغرافية السكانية والبيئة وقسم الإحصاء الحيوي ونظم المعلومات وقسم الدراسات السكانية النظرية والتطبيقية. إضافة إلى أن ماجستير الصحة المجتمعية الذي وافقت الوزارة على دعمه فهو يقبل عشرة اختصاصات منها الطب والاقتصاد وعلوم طبيعية وعلم الاجتماع، كما أن هناك توجها لطرح ماجستير أكاديمي في الإحصاء السكاني. لافتا إلى أن المعهد يمنح وفقا لأحكامه الداخلية درجة الدكتوراه في العلوم السكانية ودبلوم الدراسات العليا في العلوم السكانية وكذلك الماجستير، وقد وصل عدد الخريجين إلى ما يقارب 190 خريجا لجميع القطاعات والوزارات.
من المهام التي يعمل عليها المعهد هي تأهيل وتنمية الموارد البشرية وإجراء بحوث ودراسات ومسوح في موضوعات التنمية السكانية النوعية في إطار التنمية المستدامة والمشاركة مع الجهات المعنية في إعداد وتنفيذ برامح إعلامية لنشر وعي سكاني، والإسهام في مؤتمرات دولية وتنظيم ندوات علمية وورش عمل ميدانية، والتنسيق مع المؤسسات الحكومية المعنية ومع المنظمات الأهلية ذات الشأن للقيام بأنشطة مشتركة تنشر ثقافات الصحة الإنجابية وتوجهات السياسات السكانية المستقبلية.