الثورة – حسين صقر:
يوماً بعد آخر تتفاقم مشكلة فقدان الأدوية في الصيدليات السورية، وتتفاقم معها مشكلة مرضى الأمراض المزمنة في الضغط والسكر وكذلك أدوية الالتهابات والصرع.
هذه المشكلة تضاف إلى عدد كبير من المشكلات التي يعانيها المواطن، حيث تبدأ المعاناة من زيادة تكلفة العقاقير على المنتج، ولاتنتهي أثناء صرف الوصفة، لأن المواطن مشتت بين فقدان الدواء وتوافره في السوق السوداء وبين أسعاره الكاوية التي لا تتناسب ودخله.
وفي هذا السياق يؤكد عدد من المواطنين للثورة” أن هنالك بالفعل فقدانا في أصناف دوائية أساسية يتطلب توافرها في الصيدليات.
* معظم الأدوية مفقودة
وتقول ماريا سمعان: إنها منذ فترة تبحث عن دواء خاص بالصرع، ولم تأل جهداً في البحث عنه، وبعد جهود مضنية قال لها أحد الصيادلة: إن هذا الدواء يوزع بالحصة واستطاعت بعد تعب أن تؤمن علبة واحدة، ووعدها بأن تكون الحصة القادمة أيضاً لها، ولكن المشكلة رغم ذلك لن تُحل، لأن الدواء يجب أن يعطى للمريض مدى الحياة، موضحة أن بعض الصيدليات تمتنع عن إعطاء الدواء وتحتكره بغية بيعه بسعر عال.
بدوره أكد فؤاد مزهر أن امتناع صرف الدواء لايقتصر على الصيادلة، لأن أحد الصيادلة أكد له امتناع شركات الأدوية عن التوزيع، لأنهم يقومون بتهريبه إلى دول الجوار.
* أسعار كاوية
من ناحيتها أكدت سعاد بدران معاناتها من نقص أدوية الضغط والسكر وارتفاع أسعار ما يتوافر منها، في وقت امتنع موزعو شركات الأدوية عن توزيعها، وتقول: سألت أكثر من عشرين صيدلية عن إمكانية تأمين بعضها لكنني لم أجد ضالتي، فهذا الدواء مفقود منذ فترة طويلة، لأن المستودعات امتنعت عن توزيعه أيضاً.
ويلفت أبو أحمد وهو متقاعد و يبلغ من العمر نحو سبعين عاماً: يمتنع الصيادلة عن بيعي دواء مرض السكري، وهذه سابع صيدلية أقصدها ولا أجد دوائي، كما أنني لا أستطيع أن أقطع الدواء يوماً واحداً.
* أصحاب الأمراض المزمنة
هذا و يبدو أن أكبر المتضررين من فقدان الأدوية هم أصحاب الأمراض المزمنة ولاسيما السرطان، حيث يعاني المرضى بهذا المرض العضال الأمرين للحصول على جرعاتهم.
* الصيادلة: خارج إرادتنا
ويعلّق أحد الصيادلة على ما يجري بقوله: إن ما يحدث خارج عن إرادتنا، وأن موزعي المستودعات يمتنعون عن توزيع أغلب أنواع الأدوية، وما يوزعونه حالياً هو عينات من عدة مسكنات فقط، أي إن الطلب أكبر بكثير مما يتم توزيعه لنا، مؤكداً أن أصحاب الصيدليات هم من يواجهون أسئلة المريض.
*انخفاض سعر الدواء سبب فقدانه
من ناحيته أوضح صاحب أحد معامل الأدوية أن انخفاض سعر الدواء هو السبب الرئيسي لتوقّف المعامل عن الإنتاج لوجود كثير من أصناف الأدوية بأسعار غير واقعية، حسب تعبيره، ونوه أن نقص الأدوية وصل إلى المستودعات الرئيسية.
معمل أدوية: حاجتنا كبيرة لرفع الأسعار ولا يوجد صناعي بالعالم يقبل الخسارة،
وفي هذا الإطار قال رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية، و مدير معمل ابن حيان للأدوية، د. رشيد الفيصل خلال برنامج “مين المسؤول” على قناة ميلودي إف إم: هناك ” تقصير في رفع أسعار الدواء، فتسعير بيعها يتم على سعر صرف 1630 ليرة بينما تستورد المواد_الأولية بسعر 2500 ليرة، وهذا ما سبب خسائر فادحة للمصنعين ولا يوجد أي صناعي بالعالم يقبل بالخسارة.
*مصادر في وزارة الصحة تنفي..
من جهتها نفت مصادر في وزارة الصحة فقدان الأدوية إلى هذا الحد وأشارت أن الحكومة تتحمل أعباء دعم تمويل مستوردات المعامل من المواد الأولية وباقي المستلزمات، حيث يتم تمويل استيرادها بسعر صرف تفضيلي، ويتم تسعير الأصناف الدوائية بشكل تسلسلي، وقال إنه بناء على ذلك تم تسعير أكثر من ألف وثلاثمائة صنف حتى الآن من أصل نحو اثني عشر ألف زمرة دوائية.
وأضافت المصادر أنه في حال انقطعت بعض أسماء الأدوية التجارية، فإن بدائلها ستكون متوفرة، وأنه لا يوجد أي مبرر لمعامل الدواء لوقف الإنتاج.