الثورة – تحقيق – جهاد اصطيف – حسن العجيلي:
هل هو عدم متابعة، أم ضعف رقابة، أم ماذا، لنجد كميات كبيرة من المازوت والغاز المنزلي في السوق السوداء بحلب، وبأسعار خيالية، وعبر البطاقة الإلكترونية لاتردنا بالقدر الكافي.؟ هذه التساؤلات وغيرها كانت لسان حال الكثيرين من المواطنين في حلب الذين عبَّروا عن انزعاجهم من هؤلاء الذين يتحكمون بأسعار مادتي المازوت والغاز المنزلي، اللتين شهدتا ارتفاعاً كبيراً منذ آذار الماضي.
* لم تصل الرسالة بعد.!
مع اقتراب منخفضات الشتاء الحادة، لم يحصل الكثير من المواطنين في حلب وريفها على مخصصاتهم من المازوت للتدفئة، وفق ” البطاقة الإلكترونية “، إلى الآن، إذ أوضح ” أحمد ” – موظف – والذي يقوم بعمل إضافي، أن المواطن يضطر إلى دفع مبلغ يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف ليرة مقابل ليتر المازوت الواحد.
وقال ” أحمد ” : إن المازوت والغاز متوفران في السوق السوداء، لكن يختلف السعر من بائع إلى آخر، وهناك حالة من الاستغلال يقوم بها بائعو هاتين المادتين، وهنا يتساءل لماذا يتوفر المازوت والغاز بشكل دائم عند الباعة، طبعا بأسعار تفوق الخيال، رغم عدم توفرهما بالشكل المطلوب عبر البطاقة الإلكترونية ؟.
ويردف: إذا أردت شراء الحطب بديلاً عن المازوت، فإن سعر الكيلو منه قد يصل إلى نحو ألف ليرة، وهذا الأمر مكلف جداً
ويفوق قدرتي المالية ولا أستطيع تأمينه مطلقا.
* علينا الإنتظار ..
حالة “حسام” المقيم في حي آخر ليست بأفضل، إذ يشتكي عدم تسلمه مخصصاته من مادة المازوت، وجعله البرد مضطراً لشرائها بأسعار باهظة، ويضيف: السعر الجديد زاد من أعبائي المعيشية، وأضطر لشراء بضع ليترات لأطرد البرد من منزلي، وكلما سألت عن معرفة سبب تأخر وصول الرسالة، كانت الإجابة التي أحصل عليها، عليكم الانتظار حتى يأتي الصهريج ويعبئ لكم مخصصاتكم.
فيما ” أم محمد ” أكدت أن ارتفاع سعر المازوت أو الغاز أو حتى الحطب أفقدها القدرة على تأمين أي مادة منها، مشيرة إلى أنها تعتمد وأطفالها على البطانيات للحصول على بعض الدفء، على أمل أن تردها الرسالة الميمونة على ” بطاقتها الإلكترونية” التي طال انتظارها كثيراً !.
* تخفيض وراء تخفيض..
أمام ذلك ومقابل النقص الملحوظ في مشتقات الوقود حالياً، يمكننا القول: إننا كنا نجد فرصة للحصول على المازوت المنزلي في فصل الشتاء قبل أعوام، وذلك بفضل خطة توزيع مازوت مدعوم تبلغ كميته ( ٤٠٠ ) ليتر لكل عائلة سنوياً، ويوزع على أساس دفتر العائلة، قبل دخول البطاقة الإلكترونية على الخط، وقبل هذا العام تم تخفيض هذه الكمية إلى ( ٢٠٠ ) ليتر، على دفعتين، ومن ثم تم إعادة خفض هذه الكمية لتصبح ( ١٠٠ ) ليتر فقط، ليتم إعادة خفض الكمية بدءاً من آب الماضي إلى ( ٥٠ ) ليتراً، الأمر الذي يجعلنا نتساءل هل هذه الكمية تكفي لأغراض الاستخدام المنزلي مثل التدفئة والاستحمام وغيرها من الاحتياجات الأسرية؟.
* لم تصل للجميع..
لا شك أن أهمية المازوت المدعوم تنبع في أن سعره بات مناسباً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، ولكن على الرغم من تخفيض الوقود ثلاث أو أربع مرات إلا أنه حتى حصة الـ ( ٥٠ ) ليترا لم تصل بعد للجميع، وهو ما قد يجعل الكثير من العائلات دون أي مصادر تدفئة هذا الشتاء، ولحين تأتي رسالة المازوت أو الغاز التي لا نستطيع الحصول إلا على أسطوانة غاز واحدة كل ( ٦٠ ) يوماً تقريباً في الوقت الحالي، لأن الوضع قد تحسن حالياً كما فهمنا، وكونها لا تكفي للطبخ، ولا نستطيع استخدامها في التدفئة، ولأن لا وجود للكهرباء في حلب إلا ما ندر، حسب الكثير ممن التقيناهم، الأمر الذي يفرض علينا جميعاً استخدام البطانيات وأغطية النوم للتدفئة، والسلام.
* أين ” محروقات ” حلب.. ؟
مصادر محروقات حلب ولدى اتصالاتنا معها وإصرارنا على الحصول على نسب التوزيع حتى الآن، خاصة بالنسبة للمازوت المنزلي ، ويقيننا كالعادة أننا لن نحصل على أي إجابة منها دون الرجوع للوزارة، وبالرغم من ذلك فقد أكدت تلك المصادر أن الوضع الحالي بالنسبة لمادتي المازوت المنزلي أو الغاز هي في تحسن عما كانت عليه في الفترة الماضية والدليل تقليص مدة الرسائل التي ترد للمواطنين عبر بطاقاتهم الإلكترونية، ولدى سؤالنا عن إمكانية حصول المواطنين على مخصصاتهم من المازوت على الأقل قبل نهاية العام الحالي كما تم التأكيد عليه خلال جلسة مجلس الوزراء مؤخراً، كانت الإجابة واضحة بأن لا إمكانية لذلك لأن الكمية الواردة للمحافظة غير كافية، مع الأمل أن ينال الجميع الحصة المخصصة لهم بأقرب وقت ممكن، وينفع أن نذكر هنا بأن عدد البطاقات الإلكترونية الأسرية بمحافظة حلب وصل إلى أكثر من ( ٦٤١ ) ألف بطاقة حاليا.
* ” ذكر إن نفعت “..
بقي أن نشير إلى أنه منذ إعلان الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات ” في آب الماضي، عن بدء التسجيل على مازوت التدفئة بمعدل (٥٠) ليتراً فقط، إلا أن العديد من المناطق في حلب وباقي المحافظات ما تزال تعاني من نقص في المحروقات ولاسيما مازوت التدفئة وأسطوانات الغاز التي تشتد مع حلول فصل الشتاء من كل عام، إلا أنه في العام الحالي اشتدت الأزمة ولم تتخذ الجهات المعنية على ما يبدو أي إجراء سوى تخفيض مخصصات العائلات من مازوت التدفئة، ومع ذلك فإن نسبة 75% تقريباً من العائلات لم يحصلوا على مخصصاتهم بعد، فإلى متى… سؤال برسم الجهات المعنية