الثورة – حسين صقر:
لفترة طويلة مضت على بدء المدارس، وبعضها يعاني من نقص الكادر التدريسي ولاسيما في القرى والمناطق البعيدة عن المدن، وذلك نتيجة ارتفاع أجور النقل وعدم توافر وسائلها، وهو ماسينعكس سلباً على العملية التدريسية نفسها، وعلى الطلاب الذين مازالوا ينتظرون اكتمال الكادر التدريسي وخاصة في المواد الأساسية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة الإنكليزية والعلوم وغيرها، في وقت تم فيه إغلاق شعب للصف الثالث الثانوي العلمي، وتكبد على أثره الطلاب عناء الابتعاد عن أماكن سكنهم، وكذلك الأهالي بسبب زيادة النفقات والتكاليف.
كثير من الطلاب في بعض المدارس عبروا عن امتعاضهم لتأخر وجود مدرس لمادة الرياضيات والتي تستحوذ على نسبة كبيرة من العلامات من أصل المجموع العام، وقالوا استمر الحال لأكثر من شهر ونصف، وقس على ذلك المواد الأخرى.
الحال لم يتوقف على نقص الكادر التدريسي في المرحلة الثانوية، إنما طال ذلك الحلقتين الأولى والثانية، رغم العدد الكبير لخريجي كلية التربية اختصاص معلم صف والاختصاصات الأخرى، وذلك نتيجة تفريغ الشعب الصفية من المعلمين والمدرسين وتكليفهم بمهمات إدارية كمشرفين صحيين وأنشطة لاصفية وشعبة حاسوب وأمناء سر ومعاوني مدراء ومهام أخرى لم تكن سابقاً، وقد لا يكون لها ضرورة في ظل الحاجة للكادر التدريسي.
الحجة في ذلك كانت بعد التواصل مع عدد من الجهات التربوية والأهالي والطلاب على حد سواء، وفود عدد كبير من المناطق التي أُغلقت فيها المدارس نتيجة جرائم الإرهابيين، ووفود المدرسين من تلك المناطق إلى مدارس أخرى، وهو ما سبب زيادة بعدد الكادر التدريسي ولهذا تم توزيعهم على المهام الإدارية المذكورة، وهذا يتناقض مع حاجة بعض المدارس للكوادر المتخصصة، وهو بحد ذاته يثير تساؤلات عن خلل في توزيع المدرسين، وزد على ذلك أن المسابقات التي حصلت وتم فيها تعيين مدرسين ومدرسين مساعدين أيضاً، كان هناك تسرب نحو المهام الإدارية، في الوقت الذي لم يبق فيه مدرسون لبعض المواد كالموسيقا والرسم والرياضة، أي تلك المواد التي يحتاجها الطالب للترويح عن النفس وتخفيف ضغط المواد الأخرى عنه، وهو ما استدعى استكمال تلك الحصص من مدرسين غير مختصين كانوا بحاجة لاستكمال عدد حصصهم.
وللحديث عن هذا الموضوع تواصلت ” الثورة” مع الأستاذ أحمد البكر رئيس دائرة الجاهزية والدفاع الوطني في مديرية تربية ريف دمشق حيث أكد أنه تم إعادة مئات المعلمات المكلفات بأعمال إدارية إلى الصف لسد النقص
وأن هناك خطة وزارية لتوطين التعليم، ووضع كل معلم أو مدرس بمنطقته، وأضاف سوف يشمل ذلك حتى المعينين من المحافظات الأخرى سوف يكون لدينا تأمين السكن لهم في مدارسنا.
وأوضح البكر كما يتم الآن تعيين مدرسين في كافة الاختصاصات بموجب مسابقة العقود وتكليف معلمات من خارج الملاك إذا دعت الحاجة، وأشار أن التربية على استعداد للرد على أي استفسار يتعلق بهذا الأمر ومعالجته فوراً حسب تعليمات السيد مدير التربية، وقال: إن التربية تقوم بكل الجهود لسد النقص في الكوادر التعليمية وهناك أعداد كبيرة من المدارس، أي لدينا حوالي ١٤٠٠ مدرسة على رقعة جغرافية واسعة بحاجة إلى احتياجات كبيرة من المعلمين والمعلمات ونعمل جاهدين لتأمين كافة المدارس من هذا الكادر.