الثورة – رنا بدري سلوم:
قد لا تكون مجرد محاضرة تثقيفية عن مرض” الفطر الأسود” وحسب، بل هي في الحقيقة لكشف الشائعات التي أربكت المجتمع ككل وسببت له قلقاً مريباً حول هذا المرض، ولاسيما أننا للعام الثاني على التوالي نعاني من تفشي جائحة كورونا اللعينة التي أودت بحياة الملايين في العالم، ما أدى إلى تداخل المعلومات بين عوارض المرضين، فإن عدنا إلى حقيقة ” الانتهازي” وهي الصفة التي أطلقت على مرض الفطر الأسود لما يفعله في الأجساد التي تعاني من نقص المناعة، يمكننا القول أن هذا الضيف الثقيل لم يكن حديث العهد بل ظهر قرابة عام 1876، حين ظهرت أول حالة مصابة بهذا الفطر على يد الطبيب الألماني فورنبغر، وكانت تعود لمريض توفي بالسرطان، حيث لوحظ تجمّع لنمو فطري في الرئة اليمنى للمريض.
معلومات قيّمة استفاض بها الدكتور رائد بدران خلال محاضرة توعوية أقامتها الجمعية الخيرية الثقافية الاجتماعية في ثقافي أشرفية صحنايا يوم أمس، عن الفطر الأسود وأهمية درايتنا به وأساليب الوقاية منه والتعامل معه بمسؤولية وحذر، وإن سألنا أنفسنا ما الرابط المشترك بين جائحة كورونا والفطر الأسود؟ وهو ما سأله الحاضرون، أوضح الدكتور بدران أن هناك علاقة غير مباشرة، أي من يصاب بكورونا يخضع لبرنامج علاجي، يتعرض جسده لنقص المناعة، إذ تعمل الأدوية التي تواجه كورونا على محاربة الفيروس وهو ما يؤثر على مناعة المصاب، وبالتالي يصبح المصاب أو المتعافي من كورونا فريسة سهلة للفطر الأسود، وفي ذات الوقت ليس كل من أصيب بكورونا سيصاب بالفطر الأسود، بل يتوقف الأمر على مناعة الجسم من جهة والبيئة المحيطة به من جهة أخرى. وقد أكد الأطباء في آخر الدراسات أن الفطر الأسود ليس من أعراض كورونا على أي حال.
ولفت بدران إلى أعراض “الفطر الأسود” لداء الغشاء المخاطي الأنفي الدماغي هي تورم الوجه من جانب واحد، صداع في الرأس، احتقان في الأنف أو الجيوب الأنفية، ظهور آفات سوداء على الأنف أو الجزء العلوي من الفم، والحمى.
بينما تشمل أعراض داء الغشاء المخاطي الرئوي (الرئة) أعراض الحمى، السعال، ألم صدر، ضيق في التنفس.
أما في حالة الإصابة الجلدية فتظهر بثور أو قرح، وقد تتحول المنطقة المصابة إلى اللون الأسود، ألم، احمرار مفرط في الأماكن المصابة، تورم حول الجرح المصاب.
وتشمل أعراض داء الغشاء المخاطي المعوي: وجع في البطن، غثيان، نزيف الجهاز الهضمي.
وبالعودة إلى النصائح الطبية التي قدمها الدكتور بدران هي تناول الخضراوات والفواكه، وخاصة بعد رُهاب المجتمع منها وإن الابتعاد عن شرائها كان سبباً في فسادها وتكدسها في المحال التجارية، ناصحاً بالتخلص من الثمرة المعطوبة التي يتعرض جانبها للعفن والتخلص من المأكولات المخزّنة لوقت طويل في البراد، وأشار بدران إلى أن التعرض للشمس من أهم العوامل الوقائية كتهوية الغرف والأثاث الخشبية والمفارش للقضاء على عامل الرطوبة أي كان موقعه حتى في الحمامات، لأن الفطور بكل أنواعها تنمو في بيئة رطبة.
وفي مداخلة قيّمة بين الدكتور سميح شعبان أهمية الغذاء الصحي لرفع مناعة الجسم وتناول الفيتامينات والمعادن والخضراوات التي ترفع العوامل الوقائية، والابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات المصنّعة والملونات والعقاقير الدوائية والمنشطات التي تثبط مناعة الجسم، وتناولها ضمن استشارة طبية دقيقة.
وفي نهاية المحاضرة حمّل الدكتور بدران مسؤولية توخي المرض للمجتمع والقيام بإجراءات الوقاية من المرض والفيروس في آن، كالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، ومراعاة النظافة الشخصية، وأخذ من يعانون أمراضاً مزمنة اللقاحات الوقائية لجائحة كورونا التي أصبحت متوفرة مجاناً في المراكز الصحية.
والجدير بالذكر أن مرض “الفطر الأسود” رغم أنه نادر الحدوث إلا أنه وصل إلى سورية وسجّل عشرات الحالات من مصابي هذا المرض الخبيث الذي قد يصل العلاج فيه إلى الجراحة واستئصال الجزء المصاب من الجسد