الثورة – آنا عزيز الخضر:
مشروع دعم الشباب، يطور آليات تعامله في سياق جذب الشباب للمشاركة الفعالة في المشهد الثقافي، لاسيما أنهم الأجدر بالدعم، والأميز في عطائهم.. من هنا كان الإعلان عن مسابقة النصوص المسرحية، منذ بداية العام، إضافة إلى أشكال الدعم الأخرى، من إخراج وتقنيات مختلفة وحتى التأليف، وقد أعلنت مديرية المسارح والموسيقا، نتائج مسابقة النص المسرحي، وهي إحدى الآليات التي تم العمل بها من أجل تشجيع مواهب الشباب، وهي مبادرة خاصة بالنصوص المسرحية الموجّهة للكبار والصغار..
ضمّت لجنة التحكيم في عضويتها، د. “ميسون علي” والأستاذ “مصطفى العبود” والكاتب “جوان جان”، وتمّ تحديد النصوص الفائزة، وكان لكلّ كاتب كما أكّدت مديرية المسارح والموسيقا، فرصة المشاركة في نصٍّ موجّه للكبار وآخر للأطفال، هذا وقد شارك في المسابقة سبعة وعشرون نصاً مسرحياً، وفي النصوص الموجهة للكبار، فاز بالمركز الأول نص مسرحية “ليلة ساخنة” لـ “محمد سمير طحان”، وبالمركز الثاني نص مسرحية “القبو” لـ “محمد سليمان حمود”، وجاء المركز الثالث مناصفة بين نصّ مسرحية “أبطال بلا سلاح” لـ “نغم أحمد آغا” ونصّ مسرحية “للمدينة باب وحيد” لـ “رهف محمد غدير”…
أما النصوص الموجهة للصغار، فقد فاز بالمركز الأول نصّ مسرحية “صديقي” لـ “ميسون عبد العزيز عمران”، وبالمركز الثاني نصّ مسرحية “زهرة المحبة” لـ “محمد سليمان حمود”، وبالمركز الثالث نصّ مسرحية “عالم الموسيقا” لـ “ربى عادل هابيل”..
حول المسابقه وأهميتها والنصّ الفائز، تحدثنا مع الكاتب “محمد سمير الطحان” الذي قال:
“جاءت مسابقة النص المسرحي بدورتها الأولى، من قبل مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة، بشقّيه الموجه للكبار والأطفال، بهدف اكتشاف مواهب جديدة في الكتابة للمسرح، ولتلبّي حاجة ملحّة لوجود نصّ مسرحي سوري معاصر، ورفد المكتبة الأدبية في سورية والوطن العربي بنصوصٍ مسرحية تحاكي حياة الإنسان العربي المعاصر، وتطرح همومه ورؤاه وطموحاته في مختلف القضايا الاجتماعية والإنسانية.
ويمكن للمتابع معرفة مدى الشحّ في وجود نصوصٍ مسرحية محلية جديدة لكتّابٍ جدد، فمعظم المواهب الشابة تتجه نحو الكتابة للتلفزيون، كونها الأكثر جدوى من ناحية الأجر المادي، ما جعل ساحة الكتابة للمسرح شبه فارغة، إلا من عددٍ قليلٍ من الكتاب الشغوفين بحب المسرح، والقابضين على الجمر في عملهم الإبداعي شبه المجاني.
تقدمت للمسابقة بنصّ موجه للكبار، بعنوان “ليلة ساخنة”، وهو نصّ يتحدث عن مآلات الحرب على نفوس السوريين، من خلال قصة بطلي النصّ، ومقاربات رؤيتيهما للحياة والعلاقات الإنسانية والمستقبل، في ضوء ما حلّ بهما خلال سنوات الحرب…
لا شك نحن اليوم بحاجةٍ لنصوصٍ مسرحية محلية، تتحدث عن الإنسان السوري في هذا الزمن. عن همومه وطموحاته، وتشرح قضايا المجتمع وتقدمها بالشكل الفني المناسب على خشبة المسرح، وهذا ما يستلزم المزيد من الدعم والتشجيع من قبل مديرية المسارح والموسيقا، لاستقطاب الأقلام الموهوبة في هذا اللون الأدبي الإبداعي، ولتكون النصوص الجديدة نواة وركيزة أساسية للنهوض بالمسرح السوري، وخلق علاقة صحيحة بين الخشبة والمشاهد، لتبني مستقبل المسرح السوري، ولعل هذه المسابقة هي الخطوة الأولى في طريق طويل يجب العمل فيه على دعم النص المسرحي السوري