الثورة :
إذا ما أتيح لك أن تتابع الأخبار منذ عقد من الزمن وربما أكثر, وهذا أمر بدهي، وأجريت مقارنة بين ما يقوم به الكيان الصهيوني من أفعال جرمية, بل هي سياسة الأرض المحروقة التي ورثها عن الغرب الاستعماري _ وقارنت بما يجري الآن في الشمال السوري من قبل الاحتلال التركي وعصاباته الإجرامية , تدرك أنهما النظام التركي والكيان الصهيوني من لون واحد, والغاية واحدة لا تتغير ولا تتبدل, التطهير العرقي للطبيعة والبشر والشجر, ومن ثم العمل على سياسة الإحلال والاستيطان التي جربها قبلهم المستعمر الغربي – البريطاني والفرنسي أينما حل, لكنها باءت بالإخفاق وهزمت من قبل الشعوب المناضلة.
الاحتلال التركي في الشمال السوري يعمل على التتريك الذي يظن أنه سيأتي بنتائج تصب في خدمته, يقتلع الشجر والحجر, ويبني ما يدعيه جامعات وغيرها, ثمة أحلام شيطانية كبيرة ينفذها على الأرض ما استطاع إلى ذلك سبيلاً, ولكنه نسي بفعل السياسة العمياء, بل العمه الوجودي _ نسي أن أربعة قرون من الاحتلال العثماني للوطن العربي لم تستطع أن تترك اللغة, ولا الأرض ولا الشجر, نعم كانت مؤلمة وكارثية وجعلت الوطن العربي يدفع ثمناً غالياً, ولكنها أخفقت, واليوم لن يكون ما يقوم به النظام التركي إلا زوبعة بفنجان, لكن يجب ألا يمر مرور الكرام, وعلى المجتمع الدولي أن يتخذ المواقف التي يجب أن تتخذ لأن ذلك يمهد لسابقة خطرة يمكن أن تكون في أي مكان.
سياسة الأرض المحروقة التي يمارسها الكيان الصهيوني هي ذاتها سياسة أردوغان, وفي تطابق الأخبار لن يتغير شيء ما إذا ما قلت اقتلعت قوات الاحتلال الصهيوني مئات الأشجار, وهدمت ودمرت, وفقط بدلت ذلك بالنظام التركي, الحدث واحد والعدوان واحد, لأنهما ضد الإنسانية كلها.
نبض الحدث – ديب علي حسن