الثورة – عبير محمد:
غالبا ما تنعكس التطورات والمتغيرات التكنولوجية على تنشئة الإنسان, ولايخفى اليوم على أحد حجم التغير الجذري الذي تشهده المجتمعات الإنسانية ومدى تأثيرها على عقل الشاب المراهق وسلوكياته مايجعل مهمة التربية الحديثة للمراهق صعبة للغاية وتشكل عبئاَ إضافياَ إن لم يكن تحديا حقيقياَ للأسرة والمدرسة معاَ.
وعلى الرغم من إيجابيات تطور التكنولوجيا التي جعلت من العالم قرية صغيرة, ولكن بنظرة عميقة نجد أن تلك المتغيرات السريعة لها تبعات سلبية على المراهقين الشباب من الجنسين, فهي تقدم لهم كماَ هائلاَ ومتنوعاَ من المعارف والعلوم الحديثة والفائدة هنا تكمن بحسن البحث والاختيار الأفضل للحاجات والرغبات التي تفيد مستقبل هؤلاء بشكل إيجابي.
فالمراهق يتطلب منه كما غيره من أبناء المجتمع مواكبة الحداثة العلمية والتكنولوجية, ويجد نفسه محاطاَ بشتى أنواع الفنون والعلوم التي تملأ السوشيال ميديا, كل تلك العوامل تحمل في طياتها أعباء إضافية على عقله الذي يجد نفسه مجبراَ على مواكبة كل جديد يصل إلينا وبذات الوقت تفرض عليه سلوكيات بعيدة عن ذهنية والديه, مما يخلق فجوة حقيقية في الأسرة الواحدة وهذا ما نراه على أرض الواقع .
إن مراهق عصر السوشيال ميديا في دول مثل دولنا سيعاني حتماَ من الإحباط الشديد, لأن نسبة ما يشاهده في الواقع الافتراضي مختلف تماماَ عما يعيشه في واقعه الحقيقي سواء في بيئته أو في مدرسته, ويمكن أن تؤثر تلك الفجوة على تناول مداركه في كل المستويات، وبين ما يقدم له هو مختلف تماماَ عما يتابعه على مواقع التواصل الاجتماعي. وهنا لا بد من تفعيل حالة الوعي لديه ليتمكن بدوره من تفعيل دور المدرسة والأسرة معاَ لخلق فئة متوازنة من الشباب القادر على مواكبة العصر حسب القدرات والظروف المتاحة
