لا يخفى على أي متابع أن الكرة اليوم لم تعد في ملعبنا، نحن الأقرب إلى الشأن الكروي، والأدرى بمحاسنه ومساوئه، فهل ندع تيار التطور التقني بعجره وبجره يجرفنا؟ أم نتخذ وسائل دفاع ونبني منها هجمة إلى الوسط، ثم نحرز الهدف؟.
نتحدث هنا عن النقد الرياضي الذي شاع في وسائل التواصل الاجتماعي وتولاه من يتقنه ومن لا يتقنه، فشكّل الذين يتقنونه خطوة في الدرب الوعرة إلى الأمام، بينما تراجع الذين لا يتقنونه خطوات إلى الوراء.
يشكل النقد حافزاً أمام التطور الرياضي، أو يشكل عائقاً، هذه بديهية، لأن الدراسات الحديثة أثبتت فرضية راسخة القدم وحولتها من فرضية إلى علم حقيقي، وتقول الدراسات والفرضية القديمة أن نفسية اللاعب شديدة الهشاشة تجاه جمهوره الذي قد يجعله نجماً محبوباً، وبالتالي مشهوراً وضامناً لثرائه ومستقبله المالي والاجتماعي، أو يدمره بالنقد غير الموضوعي وغير العلمي.
يمر لاعب كرة القدم بأحوال نفسية بحيث لا يطمح أحد أن يكون في محله، وكلما سلطت الأضواء على اللاعب زاد العبء النفسي عليه، وأقل هفوة يرتكبها ستضعه تحت مشارط النقد غير المتمرس الذي قد يصل إلى حد التجريم، وهذه حقيقة ملاحظة، فقد بات هناك اليوم خبثاء ومتربصون، وربما مدفوعو الأجر حسب نظرية المؤامرة، يعملون على منصات شهيرة لتدمير لاعب لا يستحق الهجوم عليه، بل مؤازرته ودعمه نفسياً، وكم من نجم كبير احتاج إلى الدعم، وحصل عليه من محبيه ومحبي ناديه، فازداد قوة وازداد لمعاناً.
أنديتنا ضعيفة إعلامياً، وسبب هذا الواقع أنها بحاجة إلى الإعلامي الفاهم لكيفية الدفاع عن صورة ناديه ولاعبيه، وغالباً ما تلجأ لوضع أي شخص من النادي لتولي مهمة جسيمة يجب أن يقوم بها شخص محترف ومدرب وموهوب بشكل يستطيع معه الوقوف في وجه منصات التدمير النفسي وخطاب اليأس والتحطيم على المستوى الجماهيري، هذا أولا، وثانياً عدم إدراك الإدارات أصلا لقيمة الدور الإعلامي، واعتباره مجرد ملء شاغر صار مطلوباً ملؤه بأيّ كان، ولنعد إلى العنوان، ستكون الكرة في ملعبنا عندما نولي المهام لأهلها خصوصاً في الأماكن الحساسة كالإعلام، هذا بعدما نكون قد كونا ثقافة واعية تميز المهم من الأهم، والعاجل من المستعجل.
مابين السطور-سومر حنيش