أبى عام 2021 أن يغادرنا دون ضوء تفاؤل ينقلنا إلى العام القادم ولو كان بسيطاً، ليأتي بمرسوم من السيد الرئيس بشار الأسد بزيادة على الأجور والرواتب للمدنيين والعسكريين بنسبة 30% و25% للمتقاعدين مع زيادة على تعويضات الرواتب لتواكب الراتب الحالي.. وهي المرة الثانية في هذا العام وجاءت في وقتها خاصة وأنها سبقت بزيادات متكررة على أسعار أغلب المشتقات النفطية.
ولا شك أن الزيادة أتت على وقع ارتفاع شديد ومؤرق في الأسعار وتساؤلات إلى أين تذهب الأسعار والحالة المعيشية بشكل عام في ظل بانوراما لأغلب الوزارات تحدثت عن إيرادات جيدة دون أي منعكس حقيقي على الواقع المعيشي تحت تبريرات ارتفاع الأسعار العالمي وهذا واقع حقيقي يعيشه العالم ويتطلب مزيداً من التأقلم وتحديد الأولويات لكن يبدو أن التأقلم يخص شريحة المواطنين دون أي مؤشر حقيقي لتأقلم الجهات الحكومية مع الواقع سوى مايمكن أن تفعله من جيب المواطن.
وبين هذا المشهد الذي تغيب عنه التفسيرات المقنعة أو حتى التصريحات المتفائلة، ولانجد سوى تسليط ضوء على مزيد من التعامل السطحي مع المشكلات العميقة التي يشكلها الهم المعيشي والذي يعتبر الهاجس رقم واحد في حياة المواطن.. والأخير يتساءل بدوره كيف يفكر الفريق الحكومي ويدير شؤوننا لنحظى بهذه النتائج البعيدة عن همنا الحقيقي وعن تأمين أبسط الخدمات بشكل لائق؟!.
وغالباً مع بدء العد التنازلي لنهاية العام نستذكر ما مر من محطات ولاشك أن عامنا الحالي حظي بمحطات مهمة أعادت لسورية موقعها ودورها الطبيعي والاستراتيجي أمام العالم ..هذا الموقع الذي لم يغب يوماً لكن ثمة من تجاهله في لحظة ما..
ومع ما تبقى من أيام 2021 و ما يلوح من بعيد عن مؤشرات إيجابية للعام القادم ..لايمكن أن ننثر سوى بذور التفاؤل والأمل.. لكن الأهم أن نضعها في مكانها الصحيح وبالمواصفة المناسبة حتى لا نفاجأ وتخيب التوقعات بالنتائج المرجوة.
الكنز-رولا عيسى