استعمار غربي جديد.. والبيئة ميدانه

الثورة – عبد الحميد غانم:

على الرغم من تحذيرات المنظمات الدولية والمؤتمرات العالمية التي تعقد هنا وهناك بين الحين والآخر من مخاطر الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي والعمل لحل هذه المشكلة، فقد تعمق الإحساس العالمي بالمخاطر البيئية المترتبة على ظاهرة التغير المناخي والاحترار الكوني، وهو ما جعل مسألة الحفاظ على البيئة في مقدمة أولويات السياسة الطاقية للبلدان والمنظمات العالمية، وأحد دوافع البحث عن تطوير مصادر طاقة نظيفة مثل الطاقات المتجددة لأغراض تتعدى توليد الكهرباء لتشمل قطاع النقل من خلال استخدام الوقود الحيوي.
وبسبب النظرة المتشائمة التي تنذر بقرب نضوب احتياطات النفط العالمية والتشكيك في أرقام الاحتياطات المعلنة للبلدان المنتجة، والجدل الدائر حول مدى كفاية المنتجات الحالية للطلب العالمي المتزايد على الطاقة، وتزامن ذلك مع ظاهرة تذبذب الأسعار خلال السنوات الماضية صعوداً وهبوطاً، وتصاعد أطماع أمريكا والغرب بنفط المنطقة، فقد اندفعت الجهود للاستثمار في الطاقات المتجددة، وتصاعدت الدعوات من المنابر العالمية ومن قادة الدول والحكومات للحد من تفاقم مشكلة الانبعاثات الحرارية، وضرورة أن تتحمل الدول المعنية والمقصود بها الدول الصناعية الكبرى المسؤولة عن النسبة الأكبر من الانبعاثات والتي تتحمل المسؤولية الأكبر عن هذه المشكلة، كما أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فقد نقل موقع روسيا عن بوتين قوله خلال مؤتمر الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال : “إن الدول الصناعية بالذات تتحمل مسؤولية هذه الانبعاثات وعليها أن تتحمل العبء الأكبر من أجل حل هذه المشكلة، وبخلاف ذلك سيعتبر الأمر نوعاً من الاستعمار البيئي الجديد”.
لا شك بأن القواعد المطبقة للحد من الانبعاثات الغازية الضارة للبيئة لا تتمتع بالعدالة، بل إنها متباينة بشدة، فما يفرض تطبيقه على الدول النامية ليس كالذي يجري تطبيقه من قبل الدول المتقدمة، وذلك لجهة الوفاء بالالتزامات والمسؤوليات.
وفي هذا السياق أكد الرئيس بوتين بأن القواعد الجديدة التي تطالب بها بعض الدول الصناعية الكبرى في هذا المجال تجعل من الصعب على الدول النامية مجاراة الدول المتقدمة، ولذلك يجب تطبيق الالتزامات بشكل عادل على جميع المشاركين في الحياة الاقتصادية العالمية، ويجب أن تؤخذ في الاعتبار المستويات المختلفة لاقتصادات الدول.
ولعل السؤال الكبير الذي يطرح اليوم على نطاق واسع هل تسعى الدول الصناعية الغربية الكبرى نحو استعمار بيئي جديد تتخلى به عن التزاماتها ومسؤولياتها تجاه الحد من الانبعاثات الحرارية، عبر محاولتها ربط الدول النامية بها واستعمارها بذريعة الحاجة لوقف التدهور البيئي، ومنعها من استثمار ثرواتها في التنمية الاقتصادية؟.
في ظل إصرار الدول الصناعية الكبرى على تمرير وجهات نظرها الأحادية بشأن مواجهة الأخطار البيئية المترتبة على الانبعاثات الحرارية، وتحميل الدول النامية ذات المسؤولية عن هذه الأخطار، قد يأتي الحل على حساب الدول الأكثر فقراً التي تنهب ثرواتها وتفرض عليها التزامات بيئية فوق قدراتها وهي في أحوج ما تكون للنهوض بواقعها الاقتصادي واستثمار ما لديها من ثروات ومقدرات على طريق هذا النهوض

آخر الأخبار
رغم الرماد والنار.. ثمّة من يحمل الأمل ويزرع الحياة من جديد خبير لـ " الثورة" : ما خسرناه من غطاء حراجي يحتاج لسنوات ومبالغ كبيرة استمرار جهود الإخماد في اللاذقية لليوم السابع.. وتقليص البؤر المشتعلة بدعم عربي ودولي شبكة حقوقية تُدين تقاعس المجتمع الدولي وتُطالب بإعلان حالة الطوارئ في سوريا مقاربات واشنطن تجاه "قسد".. تثبيت لوضعها الحالي أم دفعها نحو دمشق؟ الشرع يلتقي المبعوث الأميركي.. دمشق و واشنطن.. تعزيز الحوار وتطوير علاقات التعاون عبد الكافي الكيال لـ"الثورة": جهودنا مستمرة.. ونعمل ليلاً ونهاراً للسيطرة على الحرائق قوى الأمن الداخلي تشتبك مع خلية مشتبه بها على طريق إدلب - بنّش.. وتضبط أسلحة وذخائر دراسة ضريبة الدخل على الراتب .. خبير اقتصادي: تستهدف فئة ذات دخل محدود تحسين الواقع الخدمي في الكفرين والبلدات التابعة الثروة الحراجية .. رئة البيئة تحترق في ريف اللاذقية تسجيل 414 شركة في 5 أشهر.. تسهيلات مستمرة وتنامي الطلب على الرقمنة والتحول الرقمي رابطة الجالية السورية في فرنسا تستكمل هيكلها التنظيمي أوجلان يعلن نهاية الكفاح المسلح.. مرحلة جديدة في العلاقة بين الكرد والدولة التركية طلاب التاسع ينهون ماراثون امتحاناتهم مع لغة "الضاد".. موزونة ومرنة وواضحة عدالة الكهرباء غائبة في قدسيا والهامة بريف دمشق.. مواطنون: مقارنة ساعات التغذية مع العاصمة يعكس انع... بحث سبل التعاون بين وزارة الطوارئ ومركز الملك سلمان للإغاثة سوريا أخطر مكان بسبب القنابل غير المنفجرة والألغام الأرضية بريطانيا: تعاون سوريا مع " الكيميائية " كان نموذجياً مدير الدفاع المدني في اللاذقية لـ"لثورة": الحرائق كارثية وكلّ مواطن خفير