بينما يستمر الموت في خطف عشرات الآلاف حول العالم كلّ أسبوع بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، فمن الأفضل اتخاذ قرارات شديدة تتعلق بمواجهته والعمل على زيادة عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاح المضاد للفيروس، وبرأي المختصين في الشأن الطبي فالعلاقة قوية بين معدلات التلقيح العالية وتوفير السلامة، ليس فقط على المستوى الفردي، لكن أيضاً على مستوى المجتمعات كلها.
وفق تاريخ الأمراض والتمكن من القضاء عليها وعلى المستوى الزمني، فقد شهدت حملات التلقيح الكبرى نجاحات واسعة في مواجهة أمراض تمكنت اللقاحات من القضاء عليها مثل الجدري والشلل، أو قللت نسب الوفيات بسببها بشكل كبير، فاللقاحات الإلزامية مفروضة منذ زمن، وهي تنقذ الأرواح بهدوء.
وحسب منظمة اليونيسيف، فإن اللقاحات تنقذ حياة ملايين الأشخاص سنوياً، ويُعد تطوير لقاحات آمنة وفعّالة ضد كوفيد-19 خطوة كبيرة إلى الأمام في الجهد العالمي لإنهاء الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية، فاللقاح لا يحصل على موافقة من منظمة الصحة العالمية والوكالات التنظيمية الوطنية إلا إذا لبّى المعايير والنقاط المرجعية المتفق عليها دولياً بخصوص السلامة والفاعلية.
منافع اللقاح لا تقارن بمخاطره، فجميع المرضى الذين عانوا من أعراض خطيرة من فيروس كورونا كانوا ممن لم يحصلوا على اللقاح، وهناك تأكيدات صحية بأن اللقاحات المضادة تقلل احتمالات التعرض لمضاعفات خطيرة بسبب الإصابة، وهو ما يعني بدوره، تقليل الضغط على المستشفيات.
في وقت تزداد نسبة الحاصلين على اللقاح على مستوى العالم، وتعمل الدول على أفضل الطرق لمواجهة الوباء، علينا أن نتخلى عن القليل من قناعتنا الشخصية بعدم تلقي اللقاح، حفاظاً على سلامتنا وسلامة من حولنا، وفي حال وباء كوفيد- 19 هذا يعني جعل اللقاح إلزامياً لنضمن ألا يتعرض النظام الصحي لضغوط كبيرة وأن تتوفر أماكن في المشافي لأصحاب الظروف الصحية الصعبة.
أروقة محلية – عادل عبد الله