الثورة – رشا سلوم:
دائما كان نزار قباني يردد الكتابة فعل انقلابي اي ثورة بكل شيء هي ثورة على تكلس الصورة والاسلوب والمعنى ونهاية الجمود الذي جعل الابداع يفقد دهشته ..
بهذا المعنى تكون اللغة أداة التجديد فهي المادة الخام التي تصوغ كل شيء..
وبالتالي من غير الشعراء يجدد اللغة ويعطيها معنى جديدا..؟
في منتصف الخمسينات قال أحدهم لو وجدت قصيدة ما دون اسم نزار وهي من إبداعه لعرفت انها له.
اي ان بصمته لغته أسلوبه معجمه اللغوي ..كلها هوية إبداعه الذي تفرد به وشكل امبراطورية اللغة الثالثة.
من هنا تأتي أهمية الكتاب الذي صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وحمل عنوان..معجم لغة نزار قباني الشعرية وقد صدر ضمن سلسلة قضايا لغوية ..
صحيح أن الكتاب حمل عنوانا كبيرا جدا ..معجم وهو لا يقدم من معجم نزار اكثر من ١٣٠ مفردة ..وبالتأكيد ليست الا جزءا يسيرا من الثروة اللغوية الهائلة التي امتلكها نزار وجدد معانيها .
لكنه _الكتاب_خطوة مهمة جدا في تمهيد السبيل لدراسة معجم الشاعر بشكل واسع ..وربما دراسة شعراء آخرين وربما المقارنة بين شاعرين أو أكثر.
وهنا يحضرنا أن أطفالنا منذ عقود من الزمن شعروا بجمال اللغة العربية وسلاسة الشعر مع قصائد سليمان العيسى وأناشيده التي غدت لحنا على كل شفة.
معجم لغة نزار تأليف الدكتور محمد رضوان الداية الذي أثرى المكتبة العربية بمئات الدراسات التي فتحت أبوابا جديدة و لا سيما في الأدب الأندلسي.
اللغة الثالثة..
من المعروف أن اللغة الثالثة ظهرت في الرواية ولاسيما في مصر وعند نجيب محفوظ ..واذا كان المؤلف يبحث عنها في أدب ومعجم نزار قباني اللغوي فإنه سيقع عليها بشكل آخر جديد ..ربما نسميه السهل الممتنع وهو اللغة التي يفهمها الجميع وكل حسب مقدرته الثقافية والفكرية.
من هنا يمكن القول ان نزارا ارتقى بالذائقة الشعبية إلى مستوى عال اي انه جعل الجميع يتذوقون الشعر دون أن يهبط بالشعر إلى المباشرة الا حين تستدعي الضرورة كما في بعض قصائده السياسية.
ربما كان يمكن العمل على دراسة المفردات من خلال تكرارها وتواترها..
وتصنيف ذلك حسب الموضوعات وهذا يحتاج فريق عمل كبيرا..
ويكفي الداية انه وضع البدايات ومهد الطريق لمن يريد أن يذهب بعيدا في هذا اللون الجديد من الدراسات المهمة.