الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
بما أن الفن التشكيلي فن بصري يعبر عن حضارة أي أمة وتاريخها وآلام وأوجاع مواطنيها، كان لنا وقفة مع عدد من الفنانين التشكيليين لنطلع على همومهم وأهم العقبات التي تواجههم:
*تراجع الفن التشكيلي:
تحدث رئيس فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيليين “أميل فرحة” قائلاً: لا شك بإصابة الواقع التشكيلي ببعض التراجع، حيث أن أغلبية الفنانين الموجودين في حمص، أصبحوا بعد الحرب خارج المدينة، أو خارج القطر ومنهم من توفي، التوجه الآن للاعتماد على الجيل التالي، انعكس الوضع الاقتصادي السيئ على الحركة الفنية، حاولنا من خلال الاتحاد جذب الفنانين للساحة الفنية علماً أن أعدادهم قليلة جداً، من خلال إقامة معارض فردية وجماعية وجولات على المحافظات.
*انعدام ثقافة الاقتناء:
وأضاف: أصبحنا نضع الخطط حتى ننقذ الحركة التشكيلية وندعم المواهب الصاعدة، وأبوابنا مفتوحة أمام الجميع، سواء هواة أو فنانين بغض النظر عن أعمارهم، ومن الصعوبات التي نواجهها يكون أمام الفنان لديه كلف خيالية عند رسم لوحة ، مع عدم القدرة على تصريف نتاجهم، وثقافة الاقتناء أو شراء عمل فني غير موجودة، حيث ينعكس الأمر إحباطا على الفنان وإبداعه ، حاولنا التواصل مع بعض الجهات العامة والنقابات، لتقوم بتوجيه مديريات ومؤسسات الدولة لاقتناء بعض اللوحات من المعارض، علماً أن الحركة التشكيلية في حمص بدأت تتعافى تقريباً، ولكن طموحنا أكبر ، وقد عاد أغلب الفنانين من خلال معارض فنية جماعية …
ونقيم دورات رسم لمتابعة المواهب الشابة بشكل دوري، وفي كل عام نقيم معرضا للهواة لأنه لا يوجد سوى هذه الصالة في حمص، هي المنفذ الوحيد للهواة، ويوجد مجموعة لابأس بها من الهواة مشروع فنانين صاعدين.
وتابع فرحة: نقترح إقامة صالة دائمة اسمها صالة الفن الحديث في حمص وقد طرحنا الفكرة سابقاً، وحتى الآن لم ينفذ هذا الأمر، ومن المهم أن تقوم صالة بعرض أعمال أهم فناني حمص، يتبدلون كلما ظهر فنان جديد تضاف لوحاته وأن تكون مفتوحة للجميع لكي يبقى الإنسان العادي على اطلاع أين وصلت الحركة التشكيلية ..
*دور الاتحاد والوزارة داعم:
الفنان التشكيلي حسن ملحم :الثقافة في سورية لا تتوقف أبداً والفن التشكيلي في تطور مستمر في بلادنا وبالتأكيد أن لكل مجتهد نصيبا إذ الاستمرارية تعطينا الخبرة والتجدد والبحث الدائم عن تطوير المشهد الإبداعي، وأجدها بخير من خلال ما يحصل في العالم من متغيرات و لوزارة الثقافة في سورية دور داعم ورائد في ذلك، ولاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أيضا دور مهم وداعم أيضا للفن والفنانين، وربما علينا بلورة هذا التطور من خلال إنشاء سوق تدعم الفنان لتسويق أعماله لان الفنان السوري مهم وله بصمة كبيرة وخاصة.
*الإبداع يحتاج تفرغا:
أما الفنان التشكيلي حسين أسد فقال: الوضع الفني التشكيلي في حالة ضعف وحمص من أكثر المحافظات انتشاراً وجودة من الناحية الفنية، قام بعض الفنانين بسبب الظروف بالانطواء والانزواء، وأغلبهم أصبحوا خارج البلاد أو في دمشق، ويعود الضعف لأسباب كثيرة منها الأوضاع المادية بظل عدم وجود قدرة لشراء مواد لرسم لوحات جديدة، فكلفة اللوحة مابين شد وألوان فوق 30 ألف ليرة سورية، وفنانونا يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة، ولولا عملنا الوظيفي لا نستطيع تأمين حياة كريمة، الإبداع يحتاج تفرغا وهو شيء أساسي بالإضافة للإمكانيات المادية..
ونتمنى من الجهات المعنية تشجيع الفنانين من خلال تأمين الإطارات واللوحات والألوان بأسعار مناسبة.. أشعر أن الوضع التشكيلي غير مطمئن وبرغم ذلك هناك فنانون يجاهدون من خلال الرسم حسب الإمكانيات.
*مساعدة الفنانين دون مقابل:
أما الفنان “محمد طيب حمام” فقال: نحن نتمنى أن يكون هناك تفاعل وجدية في تحفيز الفنانين على الإبداع، وعلينا كفنانين أن نسعى للنهوض بالفن في حمص من خلال الاتحاد، ونحن نقوم بمساعدة الفنانين دون مقابل ..
*الحصار طال المواطن كما الفنان:
الفنان “إبراهيم سلامة” قال: نتمنى أن يكون الدعم من خلال متحف جاهز لوضع لوحات الفنانين على أن تتبدل بشكل دوري، وأن تساهم الجهات العامة بذلك، فعندما تدخل على دائرة حكومية ترى جدرانها فارغة ..
قالت الفنانة “ميساء العلي”:الحرب العدوانية على سورية خربت معالم المدينة ومن ضمنها الفن التشكيلي حيث توقفت كافة النشاطات ،وعودة النشاطات بهذه السرعة شيء إيجابي حيث تأهلت المدينة وعادت الحياة لمقر فرع حمص للفن التشكيلي ونحن بحالة حرب وحصار، وأنا أرى أن الحركة التشكيلية بخير رغم الصعوبات التي نمر بها، والحصار الاقتصادي طال المواطن والفنان التشكيلي، وإنجاز للفنانين برغم كل هذه الظروف فهم لايزالوا يعملون ويعرضون أعمالهم ويقدمون أفضل ما لديهم..