الثورة – دينا الحمد:
من يقرأ بيانات السفارة الأميركية “المغلقة” في دمشق، عبر موقعها الإلكتروني حول الرغبة الأميركية بالحل السياسي في سورية، والحرص العجيب على حقوق السوريين وحريتهم وتباكيها على مأساتهم، يظن أن واشنطن هي من يحارب الإرهاب وهي التي تدافع حقاً عن حقوق الإنسان وهي التي تحرر الأراضي من الإرهابيين.
من يقرأ مثل هذه البيانات المزيفة يذهب ذهنه مباشرة إلى الحقائق والوقائع التي تقول بأن أميركا هي التي تأزم الوضع الإنساني وتمنع وصول المساعدات، وهي التي تمنع عودة اللاجئين والمهجرين إلى قراهم ومدنهم الآمنة وتضع العراقيل بوجهها، وهي التي تدمر القرى والمدن، وتحمي عناصر “داعش” وتتستر على جرائم “قسد”.
بالأمس عبرت الدول الضامنة في اجتماعها بالعاصمة الكازاخية “نور سلطان”عن القلق البالغ إزاء الوضع الإنساني في سورية ولا سيما في ظل ظروف تفشي وباء كورونا مشيرة إلى أن هذه الجائحة تمثل تحدياً للواقع الصحي في سورية وتؤثر على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية فيها، فيما نرى واشنطن تصم أذنيها عن المطالبات الدولية والأممية بضرورة رفع العقوبات الجائرة والظالمة وفي مقدمتها ما يسمى قانون قيصر، الذي لا يمت للقوانين الدولية بصلة.
وبالأمس عبرت هذه الدول عن رفضها الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي تتعارض مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا، فيما أميركا تبحث يومياً نسخاً مطورة من هذه القوانين المزعومة لمعاقبة السوريين ودولتهم وحكومتهم.