افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
المؤتمرات التي عقدت في دمشق لتأمين عودة اللاجئين والمهجرين إلى قراهم ومدنهم الآمنة، وكذلك الاجتماعات المشتركة للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية الروسية لتحقيق هذا الهدف الوطني السوري، عرّت نفاق الغرب وشعارات الولايات المتحدة الأميركية (الإنسانية) المزيفة.
أما كيف عرّتها، فالأمر لا يحتاج إلى كثير عناء لفك شيفرته، وتحليل رموزه، فالمؤتمرات إياها، والإستراتيجية السورية حول هذه القضية، تتركز على وضع حد لمعاناتهم، وضرورة تسهيل العودة الآمنة والطوعية لهم، وتأمين الظروف المناسبة وكل المستلزمات العملية تلك، وتطالب دمشق دوماً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، والضغط على واشنطن وأدواتها للكف عن المتاجرة بمأساتهم وعرقلة عودتهم، والتوقف عن حصارها الجائر.
ومثل هذا الكلام تؤكده العديد من الخطوات السورية، التي سبقت تلك المؤتمرات، وتزامنت معها، وأعقبتها، وما عودة الكثير من المهجرين من لبنان ومخيمات اللجوء كالركبان وغيره، إلا الشاهد الأكبر على تلك السياسة الثابتة، التي تهدف إلى تحقيق هذا الهدف الوطني والإنساني.
دعونا بالمقابل نرَ ماذا فعلت واشنطن وأدواتها وإرهابيوها في هذه القضية، فهم يحاولون قطع الطريق أمام العودة بشتى الطرق، ويوعزون لأدواتهم المتطرفة والانفصالية مثل “داعش” و”قسد” و”النصرة” لاستكمال مخططات التهجير، ومن ثم الاستثمار السياسي بقضيتهم، كما يفعلها نظام أنقرة مع الاتحاد الأوروبي، ويبتز العديد من دوله بمناسبة وغير مناسبة.
فطالما استخدم نظام أردوغان ورقة اللاجئين للضغط على أوروبا، ومحاولة ابتزاز الدولة السورية، ولتحقيق أجنداته الاستعمارية في التغيير “الديمغرافي”، ناهيك عن ابتزاز العالم باسم “احتياجات اللاجئين المالية”، وتحت ستار المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الإنسانية وصندوق الغذاء العالمي.
وفوق هذا وذاك تاجرت واشنطن وأنقرة باللاجئين السوريين وبمأساتهم، وتباكى إعلامهم التضليلي كثيراً عليهم، وذرف مسؤولوهم، كما يفعل مبعوثهم جيمس جيفري غير مرة، دموع التماسيح من أجلهم.
إذاً هي معادلة طرفاها متناقضان، طرفها السوري، ومن يدعمه يبنون لبنات العودة لكل مهجر إلى منزله، ويوفرون العيش الكريم له، كي يساهم في بناء وطنه، وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، فهو الطرف، أو لنقل (الأم الحاضنة)، لكل أبنائها التي حققت قدر استطاعتها التنمية المستدامة اللازمة للحد من هجرتهم والبقاء في وطنهم، وأما طرفها المعرقل، الذي تقوده واشنطن، فيفعل كل ما من شأنه منع العودة، ويشدد حصاره وعقوباته وإرهاب (قيصره) على كل السوريين، من مهجرين وغير مهجرين، ويمنع حبة الدواء ولقمة العيش والغذاء عنهم.