الثورة – فؤاد الوادي:
يراكم العدوان الإسرائيلي في كل مرة حالة العجز والتخبط الكبير الذي باتت تعاني منه منظومة الإرهاب بشكل عام، لاسيما بعد أن وصلت أطراف الاحتلال والعدوان إلى حالة من التصدع والانهيار الكامل، وصولاً إلى دخولها في دوامة من الهستيريا والجنون المتصاعد الذي أضحى يتجسد بشكل واضح على كثير من الجبهات الإقليمية والدولية التي تجهد الولايات المتحدة وأدواتها وشركاؤها في إشعالها وتفجيرها، سواء في سورية أو في إيران أو روسيا أو الصين.
لكن ينبغي أن نؤكد أن ثمة مسافة قصيرة جداً بين حضور العدوان الإسرائيلي واحتضار المشروع الإرهابي، ذلك أن دخول العدو الإسرائيلي على الخط واستحضاره في هذا التوقيت تحديداً، حيث الهزائم والانهيارات تجتاح معسكر الإرهاب بشكل عام، بات يأتي بمفاعيل عكسية لمنظومة العدوان، لجهة نسفه ما تبقى من الخيارات والأوراق التي لاتزال أطراف الإرهاب تدعي امتلاكها والرهان عليها.
حضور العدوان الإسرائيلي وكما أنه سابقاً لم يستطع أن يغير في الخارطة الميدانية والسياسية، فإنه لم ولن يستطيع اليوم أن يغير في عناوين وحوامل المشهد التي رسمها ورسخها الجيش العربي السوري ببطولاته وتضحيات شهدائه الأبرار، من هنا يبدو استحضار الدور الإسرائيلي مجرد نوع من الاستعراض والمناورة لرفع معنويات الإرهابيين المنهارة، وربما يكون نوعاً من المغامرة غير المحسوبة التي قد تؤدي إلى بتر الذراع الإسرائيلية نهائياً في الميدان السوري.
يبدو أن مشهد الانتصارات المطردة التي لاتزال تحققها دمشق وحلفاؤها، قد تحول إلى كابوس مرعب يضغط على كل أطراف الإرهاب – الكيان الصهيوني والنظام التركي والولايات المتحدة الأميركية -،وهو الأمر الذي يضع الأمور أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول هو خيار خضوع ورضوخ أطراف الإرهاب للأمر الواقع ومن ثم تسليمهم واستسلامهم لحقائق التاريخ والجغرافيا والميدان، والتصرف وفقاً لذلك، أما الثاني فهو خيار المضي قدماً بالتصعيد الذي يشرع بدوره الأبواب أمام تلك الأطراف على التداعيات الكارثية بالنسبة لهم.