الثورة:
كشف جيف هون وزير الدفاع في حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن الأخير أمر بحرق مذكرة سرية تكشف أن الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 “غير قانوني” وأن بلير تعمد الكذب بشأن التهديد الذي يمثله العراق لتبرير انسياق بريطانيا وانخراطها إلى جانب الولايات المتحدة في ذلك الغزو.
صحيفة ديلي ميل البريطانية نشرت مقتطفات من مذكرات هون التي قال فيها إنه “بعد الكشف عن محتوى الوثيقة المذكورة أمر بلير بحرقها إلا أن وزارة الدفاع تحدت قرار رئيس الوزراء حينها من خلال إيداع المذكرة في خزنة بدلاً من حرقها”.
وتقول الوثيقة إن بلير وقع “صفقة دم” مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن لدعم وتبرير الحرب على العراق وذلك قبل عام من اندلاعها كما تتهم المكتب الصحفي التابع لرئاسة الوزراء البريطانية حينها بالوقوف وراء تقارير سيئة السمعة كذبت بشأن وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق وزعمت أنها تشكل تهديداً على بريطانيا.
وعبر هون عن صدمته عندما طلب منه تدمير وحرق توصية سرية من المدعي العام اللورد غولدسميث بشأن شرعية غزو العراق في الفترة التي سبقت الغزو وتكشف الوثيقة أن غولدسميث أكد أن “الحرب غير قانونية”.
وكان هون أطلق عام 2015 تصريحات مشابهة حيال المشاركة البريطانية في غزو العراق ووصفها حينها بلير “بالهراء” إلا أن هون الذي كان مسؤولاً عن الدفاع حينها يصر على أن ما قاله صحيح ومثبت بالوثائق وقدم في مذكراته رواية مثيرة عن المذكرة التي جرى إخفاؤها.
وجاءت هذه الفضائح لتعزز حملة تطالب بتجريد توني بلير الذي تولى رئاسة الوزراء من العام 1997 وحتى العام 2007 من لقب الفروسية في الوقت الذي اقترب فيه نحو 600 ألف شخص من توقيع عريضة تطالب بسحب وسام الفروسية من بلير وهو أقدم وسام في بريطانيا.
ويضيف هون إن بلير ضلل الوزراء والبرلمان والشعب البريطاني لدعم حرب اعتبرها الكثيرون غير قانونية وجريمة ضد الإنسانية.
وكان بلير نفى هذا الادعاء وقال إنه سعى لحل دبلوماسي لكن مذكرات البيت الأبيض المسربة أظهرت أن وزير الخارجية الأمريكي انذاك كولن باول أكد للرئيس بوش قبل أسبوع من قمة عقدت في العام 2002 أي قبل الغزو بعام أن “بلير سيكون معنا”.
وكانت الوثائق المسربة من بريد وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون كشفت استخدام الرئيس بوش جواسيس من حزب العمال البريطاني لمساعدته على التعامل مع الرأي العام البريطاني لصالح غزو العراق وتبريره فيما اتهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردون براون الولايات المتحدة “بتوريط الحكومة البريطانية عن طريق الخداع” في المشاركة بغزو العراق وأن البنتاغون كان على علم بأن العراق لا يملك أسلحة الدمار الشامل ولم يبلغ لندن بذلك.
يذكر أن الغزو الأمريكي البريطاني للعراق في آذار 2003 جاء تحت مزاعم واهية من قبيل امتلاك هذا البلد أسلحة دمار شامل والتي ثبت بالدليل القاطع عدم صحتها إثر مآس كشفتها الدوائر الأمريكية أو المقربة منها قبل أن تكشفها دوائر رسمية وغير رسمية ووثائق سربت لعشرات المواقع الإلكترونية المنتشرة في العالم أشهرها وثائق ويكيليكس التي أكدت أن القوات الأمريكية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين رغم إنكارها علنيا حيث تم الكشف عن توثيق لـ 285 ألفاً من الضحايا بينهم 109 آلاف قتيل على الأقل كما أظهرت الوثائق أن قرابة 63 بالمئة من القتلى هم من المدنيين.
المصدر: سانا