الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يقول فيليب جيرالدي: “أولئك الأمريكيون الذين يجرؤون على تحدي القبضة الخانقة التي تمارسها إسرائيل وأصدقاؤها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، من المرجح أن يجدوا أنفسهم مستهدفين بشكل أكثر قوة في العام المقبل”، فقبل أسبوعين، أعلنت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها أكبر وأقوى عنصر في اللوبي الإسرائيلي، أنها ستبدأ الآن في تمويل المرشحين السياسيين الأميركيين الذين يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون لإسرائيل بشكل مباشر.
حتى الآن، فضلت (ايباك) العمل في الظل إلى حد ما، وتمثل نفسها كمنظمة “تعليمية” جزئيًا لتبرير حالة الإعفاء الضريبي التي تستخدمها لإرسال جميع أعضاء الكونغرس الجدد في رحلات دعائية إلى “إسرائيل”.
بالطبع، كان هذا دائمًا نوعًا من الخيال تم تمكينه من قبل وزارة العدل الأميركية التي تميل إلى تجاهل كل سوء السلوك الإسرائيلي، وهناك عدد من الأسباب التي تجعل العديد من الأميركيين يمعنون النظر إلى “إيباك” على أنها تسبب الضرر للولايات المتحدة، لأنها منظمة لها الأولوية في الترويج للمصالح الإسرائيلية دون أي قلق بشأن الضرر الذي يلحق بالولايات المتحدة ومؤسساتها.
بموجب قانون الولايات المتحدة، وتحديداً قانون تسجيل الوكلاء الأجانب لعام 1937، يجب إجبار “إيباك” على التنازل عن وضعها الضريبي الخاص والتسجيل، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للحكومة الأميركية بالوصول الكامل إلى مواردها المالية، ويتطلب أيضًا تسجيل اجتماعاتها المتكررة مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن وكذلك مع المسؤولين الإسرائيليين.
كما سيتعين عليها الإبلاغ عن جهود الضغط الكبيرة التي لا مثيل لها في الكابيتول هيل، “ايباك” ستنكر أن تكون موجهة بالفعل أو ربما تم تمويلها جزئيًا من قبل الحكومة الإسرائيلية، لكن يضع موقعها على شبكة الانترنت كذبة إلى حد ما في هذا التصور حيث تصف نفسها بـ “اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل” قبل أن توضح كيف “أنهم فخورون بأن يكونوا حركة من بعض الأميركيين المؤيدين لإسرائيل.
ولأن السياسة الخارجية الأمريكية اليوم في دوامة موت رجعية، ولا توجد حتى الآن أي فرصة للخلاص في الأفق – فأينما تنظر ستجد سياسات تتحدث إلى الماضي ولا تقدم سوى القليل من الأمل لمستقبل عالمي قابل للحياة- لقد ترسخ النموذج الذي يدل على تورط الولايات المتحدة مع إسرائيل والتستر على جرائمها العنصرية في فلسطين وإمعانها في تهجير وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه وبناء المستوطنات وكل ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وكما أن الدبلوماسية الأمريكية متورطة قبل حوالي 75 عامًا بالتنسيق والتخطيط للحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.
وقد شكلت تلك الأحداث الكارثية حالة أمن قومي أمريكية دائمة تتميز بالتدخل العالمي غير المحدود، وزراعة “مجمع صناعي عسكري” دائم الانتشار، ووجود عدو لا نهاية له وغالبًا ما يكون عدواً تم صنعه وتمويله في أميركا، ليكون ذريعة لحروبها المدمرة والخاسرة في نهاية المطاف لأنها مليئة بردود فعل سلبية مدمرة.
السابق