الثورة – عبد الحميد غانم:
الدخول إلى عام جديد لا يعني أننا ندخل عالماً جديداً وأننا طوينا همومنا وآلامنا ومشكلاتنا وبدأنا حياة جديدة، فالعام 2022 لا يختلف عما سبقه من الأعوام بعدد أيامه وساعاته، لكن يختلف عن استعدادنا وقدرتنا على مواجهة التحديات وزيادة فعاليتنا ونشاطنا على صنع المستقبل الذي نريد.
عام يدفعنا إلى شحذ الهمم وتعزيز قدرتنا على المواجهة ومتابعة عملية صنع المستقبل وصون قرارنا المستقل.
فالتحديات والمشكلات الداخلية والاستهدافات الخارجية لم ولن تتوقف فهي مستمرة، وكذلك مقاومتنا لها وتصدينا لما نواجهه مستمر لإثبات حضورنا وصون حقوقنا وسيادتنا وقرارنا المستقل، وهو يتطلب من كل واحد منا، وكل في موقعه وعمله أن يبذل أقصى ما عنده بما يرضي ضميره وشرفه وينسجم مع متطلبات العصر وحاجات وطنه ومجتمعه.
كما يتطلب تعزيز قدراتنا وتجديدها بما يرتقي بعملنا ليصل إلى المستوى الحضاري والإنساني المطلوب في هذه المرحلة، فهذه القدرة المتجددة تستطيع أن تسقط العقبات وتذلل الصعوبات وتتجاوز التحديات وتدفع عملية البناء سريعا إلى الأمام.
فالحاجة، كما يقولون، هي أم الاختراع، فإذا كنا قد استطعنا أن نستخدم الطاقات المتجددة والبديلة كتعويض عن نقص النفط والكهرباء وغيرهما لمواجهة ظروف الحياة القاسية والحصار والعقوبات الخارجية على سبيل المثال، فمن الطبيعي والضروري أن نلجأ إلى استخدام قدرات وطاقات بديلة ومتجددة في مجتمعنا في إطار سعينا لتطوير ذاتنا وعملنا وحياتنا ووطننا ومواجهة مختلف التحديات التي تعترض مسيرة نهوضنا وانبعاث وطننا من واقع الحرب والحصار.
ونحن قادرون على ذلك، وليست هي المرة الأولى التي يتفوق فيها شعبنا على نفسه ويقهر ظروفه الصعبة ويطوع المستحيل من أجل مصالحه ومصلحة وطنه التي تبقى في المقام الأول.