لا نحتاج لقول الكثير حتى نثبت أن ثلاثي الإرهاب العالمي المتمثل بالولايات المتحدة و”إسرائيل” وتركيا هو المسؤول عن الويلات التي تعصف بالعديد من دول العالم ومنها سورية، فالشواهد ظاهرة للعيان من ليبيا إلى سورية وفلسطين وأفغانستان فأوكرانيا وكازاخستان.
فالكل يعلم دور واشنطن في تصنيع ورعاية التنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش وجبهة النصرة، وتوزيع الأدوار على حلفائها وأدواتها من الدول في العالم لدعمها، وفي سورية يجتمع هذا الثلاثي لممارسة الإرهاب ودعم المجموعات الإرهابية التي تواجهها البلاد منذ قرابة أحد عشر سنة، ورغم أن الدولة استطاعت أن تقضي على العمود الفقري لتلك التنظيمات المتمثل بتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، غير أن الولايات المتحدة وتركيا و”إسرائيل” تواصل احتلال مساحات من الأراضي السورية ودعم بقايا المجموعات الإرهابية وبعض الميليشيات الانفصالية ضمن مخطط إضعاف الدولة السورية وتفكيك بنيتها الاجتماعية والسياسية بعدما فشلت في تحقيق ذلك عبر أدواتها.
لا يختلف النظام التركي عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس أبشع أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأهلنا في الجولان المحتل من تهجير وقتل واعتقال وعمليات تغيير ديمغرافي لتهويد المنطقة.. فنظام أردوغان الذي يؤمن الحماية والدعم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في محافظة إدلب يمارس أبشع أنواع الإرهاب ضد الأهالي في المناطق الشمالية التي احتلتها قواته بالتعاون مع المجموعات الإرهابية، وينفذ عمليات تتريك ممنهجة وتغيير ديمغرافي عبر تهجير السكان وإحلال الإرهابيين وعائلاتهم مكانهم بما يخدم أطماعه التوسعية ومخططاته التفكيكية التي يعول عليها لتنفيذ أجنداته السياسية في محافظة إدلب وأرياف حلب الشمالية الغربية.
وفي شرق الجزيرة السورية يواصل المحتل الأميركي الاستثمار في فلول داعش الإرهابي لشن هجمات ضد الجيش العربي السوري وعلى خطوط النقل بين تدمر ودير الزور، وكذلك استغلال الميليشيات الانفصالية المسماة “قسد” لمنع الحكومة السورية من استغلال مواردها من النفط والغاز والقمح ضمن مخطط خنق الشعب السوري ومواصلة الحصار والضغط عليه اقتصادياً بما يشكل جريمة حرب موصوفة.
يعمل مثلث الإرهاب هذا على خلق بؤر التوتر في العالم عبر استخدام العنف والإرهاب وإثارة المشاكل وافتعال الحروب بين الدول على نمط ما أطلق عليه “الثورات الملونة” في أوكرانيا وجورجيا ومؤخراً في كازاخستان والتي من صلبها جاء “الربيع العربي” الأسود الذي حمل معه رايات القتل على الهوية ووحوش قاتلة دمرت بلدانها وأدخلتها في حروب لا تنتهي.
وأمام مثلث الإرهاب العالمي لا بد من التعاضد والتعاون في محور المواجهة المتمثل بروسيا والصين وإيران وسورية وغيرها من الدول لوقف مخططات الإرهاب العالمي القاتل، وما جرى في كازاخستان مؤخراً ينبغي أن يكون درساً لمحور المواجهة قبل محور الإرهاب، بأنه لا مجال للمهادنة في التصدي لأساليب الحرب الحديثة التي يستعمل فيها الغرب أبناء الوطن لتدميره من الداخل واستخدامه منصة لمهاجمة دولة المواجهة الأخرى.
فقد برهنت سنوات الحرب الإرهابية على سورية والتي قاربت الـ 11 عاماً قدرة الشعوب والدول على مواجهة مخططات الإرهاب وهزيمة رعاته من دول وحكومات إذا ما تعاونت قوى الخير ودولها، وما حصل من تدخل روسي لضبط الأمن ومنع الفوضى والتدمير في كازاخستان يؤكد أن مواجهة مثلث الإرهاب العالمي ممكنة وهزيمته أيضاً.
إضاءات -عبد الرحيم أحمد