بدأت العطلة الانتصافية بعد فصل دراسي كامل انتهى بـ( معركة الامتحانات) التي خاضها التلاميذ وأهاليهم في ظروف صعبة واستثنائية فرضتها آثار الحرب والحصار والعقوبات الأميركية والغربية، والتي جعلت منها أي الامتحانات، خصماً مكروهاً للبعض، وعدواً مذموماً للبعض الآخر.
وبقدر مادفعت العطلة الكثير من الأهل لتنفس الصعداء، بقدر ما دفعت معظم التلاميذ والطلاب إلى الشارع والساحات التي ازدحمت بهم، في مشهد يحمل الكثير من المخاطر والسلبيات لما قد يتعلمه أبناؤنا في الشارع بعيداً عن أعين الأهل والرقابة الأسرية.
وتشكل العطلة الانتصافية ضرورة صحية ليس للتلاميذ فحسب، بل للمعلمين والأهل في آن معاً، خصوصاً الآباء والأمهات الذين شاركوا أبناءهم عناء الدراسة والسهر والتسميع والاستيقاظ باكراً وانتظارهم على أبواب المدارس لحين انتهاء امتحاناتهم، وبالتالي فإنها أي العطلة مفيدة جداً لكل عناصر العملية التربوية (التلميذ والمعلم والأهل) الذين يستنزفون أقصى طاقتهم خلال الفصل الدراسي الأول.
لكن يتوجب على الأهل الانتباه إلى أمر هام وضروري لا بد من الإشارة إليه وهو أحد سلبيات العطل الطويلة للتلاميذ، من ناحية إفراط الأبناء في تغيير نمط الحياة المدرسية، حيث يسارع الكثير منهم إلى تغيير إيقاعهم اليومي على اعتبار أن ذلك جزءا من حريتهم واستراحتهم خلال العطلة، حيث يفرطون في اللعب خارج المنزل ويسهرون حتى ساعات متأخرة ولا يستيقظون باكرا، وعندما يتهيؤون للرجوع الى المدرسة يجدون صعوبة كبيرة في العودة إلى إيقاعهم المدرسي، لجهة النوم والاستيقاظ باكرا، لأن ذلك يتطلب وقتا قد يكون طويلاً نوعاً ما ليتكيف بعدها الطالب مع الوضع الجديد و يضبط ما يسمى ساعته البيولوجية على النوم والاستيقاظ باكراً والعودة إلى النظام المدرسي.
عين المجتمع- فردوس دياب