توجيه كريم باستجرار موسم الحمضيات جبر خاطر المزارع، وهي المعضلة التي بقيت لسنوات وسنوات تسبب ذهول وزارة التجارة الداخلية حتى انتهاء الموسم وتلف كامل المحصول إلا قليلا، وبالطبع من خلفها السورية للتجارة بكل وعودها والصورة المشرقة الوردية التي ترسمها..!!.
سنوات مرّت ولم تبادر السورية للتجارة وفوقها وزارتها الى إيجاد حل ولو جزئي لمشكلة الحمضيات اللهم إلا إعلامياً مع وابل من الصور بجانب الشاحنات التي قيل يومها إنها لم تغادر المحافظة، في وقت كان المواطن يستغرب فيه اهتمام هذه المؤسسة الضخمة بمنتجات محددة الاسم والماركة في صالاتها وإبرازها لمنتجات على حساب أخرى.. ما يعني أنها قادرة وقت تريد على حل المشكلة التي تواجهها..!!.
خلال الفترة الماضية كتبت “الثورة” عن كثافة وجود الكرمنتينا “الطرابلسية” في الأسواق في وقت تبور فيه حمضياتنا، ليأبى الأمس أن يمضي دون مفاجأة مشابهة، حيث بدأ يظهر في الأسواق نوع من البرتقال القزم فاتح اللون القريب من الأصفر، مشمّع القشرة وملفوف بورق نحيل، ملوّن، زاهٍ، يُباع بأقل من سعر حمضياتنا بنحو ثلاثمئة ليرة سورية للكغ الواحد، في وقت بدء تسويق حمضياتنا في السوق الداخلية، بعد أن عجز كل تجارنا الأشاوس بتصريحاتهم الرنانة وحفلات الغذاء والعشاء التي يقيمونها للوفود العربية عن إبرام عقد يُذكر..!!.
هذا النوع من البرتقال يروّج له الباعة باعتباره “البرتقال المغربي” المميز ذو المذاق الحلو كالعسل والخفيف على الجيب، وحمضياتنا ذات النوعية الممتازة واللون الغامق تراها قابعة في الزوايا عالمة مصيرها.. كما نعلمه نحن.. منذ سنوات طويلة وحتى اليوم..
هل من أحد في وزارة التجارة الداخلية يشرح لمزارع الحمضيات كيف انتشر البرتقال المغربي في أسواقنا؟ بل كيف يباع الكيلو منه بأقل من حمضياتنا بنحو 300 ليرة سورية؟.
بعبارة أخرى: كيف للشراء من المغرب أو وكيله والشحن إلى سورية ومن ثم التفريغ وبعدها النقل إلى الشاحنات وبعدها التجميع في المستودعات وتالياً لذلك النقل إلى شاحنات التوزيع ضمن المحافظة الواحدة، وبعدها التفريغ، مع الإبقاء على هامش ربح للبائع.. ذلك كله والكيلو الواحد منه أرخص من كيلو برتقال الساحل السوري بثلاثمئة ليرة سورية..؟؟؟ في وقت لا يتكبّد البرتقال الساحلي أكثر من أجرة النقل من الساحل إلى سوق الهال..؟؟
الكنز- مازن جلال خيربك