الثورة – يمن سليمان عباس:
منذ أن كنا صغاراً وإلى الآن ما زالت حكايا الجدات والكبار حاضرة في الوجدان أيام الصيف بسهرات السطح قرب المواسم التي تحتاج إلى ما يسمى التشميس والتجفيف.. تين أو عنب أو خضروات.. فاصوليا… بندورة باذنجان وغير ذلك.
كان الوقت يمضي سريعاً لم نشعر إلا ونحن نيام… نسأل عن الأسباب التي تأخذنا من لذة الاستماع إلى الحكايا والروايات والقصص على بساطتها لكنها كانت مدهشة ساحرة.
اليوم نكتشف كم كنا بنعيم الدفء الإنساني الذي يخرج من القلب إلى القلب ومن الروح إلى الروح.
في عصر انغماس الجميع بالمحمول وما يقدمه تبدو الحاجة ملحّة للخروج من هذا الاستلاب لا سيما مع أطفالنا..
وكوني جدة عاشت تجربة أن يتحلق أحفادها حولها وهي تمسك كتاباً… يقلدونها كل منهم يمسك بمجلة أو قصة ويبدأ سباق القراءة.
استعدت الكثير من دفء الحياة هذا حتى في الصباحات الباكرة حين يهلون إلي وأنا لا أزال في الفراش… حتى حفيدي الذي لما يبلغ الثالثة من العمر يمسك مجلة ..(يبربر) بكلمات لا يعرف معناها.. المجلة مقلوبة لكنه يعمل على تصحيح وضع الصورة ويضحك.
كم نحن مجحفون بحق أجيالنا… وما أشد حاجتنا أن نكون قادرين على أن نكون قدوة لهم … أتوق لليوم الذي يكون فيه دفء الحكاية الشفوية بدلاً من استلاب الأزرق.