الثورة – يونس خلف:
كيف لك أن تسمع صوت طفل رضيع أو أنين مريض أو زائر يطرق الباب وسط أصوات المدافع والمدرعات وقذائف الاحتلال الأميركي التي تضرب المدنيين عشوائياً؟.
كيف لغضب الشعوب أن يوقف جنون العدوان والتعطش للدم والتدمير والتهجير؟.
مشاهد قلبت المفاهيم الإنسانية وحطمت قوانين الشرعية الدولية، فإذا بهروب إرهابيين يستخدم ضد مدينة بأسرها.!، وإذ بحقوق الإنسان تنتهك باسم حقوق الإنسان!.
والحرية تقتل باسم الحرية، وبالإرهاب الأميركي الفعلي يكافح الإرهاب الوهمي، وفيالق العسكر الأمريكي تتوغل حتى في جدران السجن زاعمة محاربة مجموعات “داعش” لا تهريبهم.
وعلى العالم أن يصدق الكذبة الكبرى ويكتفي بمشاهدة الممثلين وهم يتراشقون القذائف.
ستة أيام لم تكن كافية لتحرك دولي يترجم الكلام إلى فعل ويلجم طوفان الكذب الأسوأ والتوحش الأشرس، ولم تكن كافية ليتحرك الصليب الأحمر الدولي الذي يصول ويجول بالحسكة بلا فائدة وأساس ومبرر وجوده هو التدخل بالنزاعات وحماية المدنيين.
لكن الأبعد والأهم من ذلك كله هو أن ستة أيام بالتأكيد لن تكون كافية لقراءة التاريخ ومعرفة من هي أمريكا لمن لم يقرأ تاريخها سابقاً، ولمن لا يعرف أو أنه يعرف ويتجاهل إن من يستقوي بأمريكا عدو نفسه.
فهل ثمة من لا يزال يرى ويسمع ويفكر في الأمم المتحدة؟ أم أن علينا نسيانها إلى غير رجعة، لكن يبقى للرجوع مفتاح واحد هو بيد أمريكا ووفقاً لمصالحها وعندما تتغير أولوياتها وقد لخص رئيسها الأسبق أوباما هذه الحقيقة عندما قال قبل مغادرته البيت الأبيض هناك بعض الحلفاء يريدون ركوباً مجانياً للظهر الأمريكي وهذا الزمن انتهى، نعم “الحق مع أوباما” فهذا هو الزمن الرديء الذي لا يكفي كل ما حدث من تدمير وقتل وانتهاك لسيادة دول كي تتحرر الشرعية الدولية من عبودية أمريكا.