الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو في دول البلطيق وأوروبا الشرقية من أجل مواجهة محتملة مع روسيا بشأن أوكرانيا.. ترسل الدنمارك طائرات مقاتلة إلى ليتوانيا وفرقاطة إلى بحر البلطيق، وعرضت فرنسا إرسال قوات إلى رومانيا.. إسبانيا ترسل فرقاطة إلى البحر الأسود، ووضع الرئيس بايدن آلاف الجنود الأمريكيين في “حالة تأهب قصوى” ثم هناك ألمانيا والتي تميزت في الأيام الأخيرة بموقف يقع على مفترق طرق بين الجانبين.
أثار تردد ألمانيا الواضح في اتخاذ تدابير قوية الشكوك لدى المسؤولين الأميركيين حول مصداقيتها كحليف للولايات المتحدة، وزاد من المخاوف الأميركية أن يكون الموقف الألماني كإسفين لتقسيم الموقف الأوروبي بشان أوكرانيا.
يقول نوربرت روتجن، أحد المشرعين المحافظين البارزين والمدافعين عن سياسة خارجية ألمانية أكثر قوة: “داخل الاتحاد الأوروبي، تعد ألمانيا ضرورية لتحقيق الوحدة” الأوروبية، وموقفها هذا يعد بمثابة تقسيم للأوروبيين، وللموقف الأوروبي تجاه أوكرانيا.
كانت واشنطن تبذل قصارى جهدها للتأكيد علناً على ثقتها في برلين، بينما كانت تضغط بشكل خاص على شولتز لاتخاذ موقف أكثر تشدداً.
أرسل الرئيس بايدن عدة مبعوثين إلى برلين، قدم وليام ج بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، للمستشار أحدث المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا. والتقت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، من يسار الوسط، بوزير الخارجية أنتوني بلينكين الأسبوع الماضي، وقالت جانا بوجليرين من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومقره برلين: “إنه أمر مؤكد أن الولايات المتحدة ممكن أن تعيد التأكيد علانية على ثقتها في ألمانيا”. ” لقد كان ذلك من المسلمات.”
إن الجدل المؤلم حول أين تكمن الولاءات الألمانية على وجه التحديد ليس جديدا، حيث تشكلت العلاقات الروسية الألمانية من خلال قرون من التبادل التجاري والثقافي ولكن أيضاً بسبب حربين عالميتين، وأضافت الحرب الباردة طبقة أخرى من التعقيد: أصبحت ألمانيا الغربية راسخة بقوة في التحالف الغربي بينما كانت ألمانيا الشرقية قريبة جدا من الاتحاد السوفييتي.
يقول ماتياس بلاتزيك، رئيس المنتدى الروسي الألماني والرئيس السابق لحزب الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة شولتز، ألمانيا وروسيا مرتبطتان منذ ألف عام.
المصدر: ناشونال انتريست