“غلوبال ريسيرش”: 20 سنة على “غوانتانامو”.. عار على أميركا

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
احتفالات الذكرى السنوية لمراكز الاحتجاز ومعسكرات الاعتقال ومنشآت التعذيب ليست أحداثاً تقويمية يمكن إعادة استخدامها في شريعة الإنسان، ولكن عدم تذكرها، ومتى تم وكيف يستمر استخدامها سيكون فقداناً للذاكرة لا يُغتفر.
في كانون الثاني 2002 بدأ أول سجناء ما يسمى بشكل سخيف “الحرب على الإرهاب”، والتي تم إعلانها بمثل هذا الفهم المشوش من قبل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، في الوصول إلى سجن “كامب إكس راي” المشيد حديثاً في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو، والذي كان من المفترض وقتها أن يكون منشأة مؤقتة وبعيدة عن الأنظار. إلا أنها بدلاً من ذلك، أصبحت مساهمة دائمة وفريدة للممارسات السياسية الأمريكية، مما أدى إلى إضعاف الإجراءات القانونية الواجبة والحريات المدنية.
بعد عقدين من الزمان، قضى حوالي 779 سجيناً وقتاً هناك، وقبل إرسالهم إلى المعسكر، عانى هؤلاء المعتقلون من الاختطاف والتعذيب في المراكز التي تديرها الولايات المتحدة في الدول الحليفة. المديرة السابق لوكالة المخابرات المركزية، جينا أسبيل كان لديها أكثر من مجرد إطلاع على هذه العملية، حيث أشرفت على عمليات في “موقع أسود“ في تايلاند متخصص في استجواب المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة.
كان خليج غوانتانامو تجربة مجنونة وقاسية حول كيف يمكن للأطراف القانونية والمطالبات المزورة للقانون أن تعمل على نزع الصفة الإنسانية والحط من قدرهم. تم تطويره من قبل أشخاص يُفترض أنهم على دراية بتقاليد قانونية ليبرالية ولكنهم حريصون على إجراء استثناءات في محاربة عدو مفترض.
اعتُبر المعتقلون “مقاتلين أعداء غير شرعيين”، وبالتالي تم وضعهم خارج الحماية الرسمية للقانون الإنساني، وتعرضوا للحرمان من النوم والتغذية القسرية والاحتجاز المطول والضرب والأوضاع المجهدة ومجموعة متنوعة من أساليب التعذيب الأخرى.
في عام 2005 سخر نائب الرئيس ديك تشيني من التلميحات بأن السجناء يتعرضون لسوء المعاملة: “إنهم يعيشون في المناطق الاستوائية ويتم إطعامهم جيداً، لديهم كل ما يمكن أن يريدوه، لم تكن هناك أي دولة أخرى في العالم تعامل الأشخاص الذين عقدوا العزم على قتل الأمريكيين بالطريقة التي نعامل بها هؤلاء الأشخاص”.
وقد أشار بيان مشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 15 حزيران 2009 إلى قرار الرئيس أوباما بالتأثير على إغلاق المعتقل بحلول 22 كانون الثاني من العام التالي، لكنها أقرت أيضاً بالمشكلة المستمرة إعادة المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية أو إلى بلد ثالث قد يكون على استعداد لقبولهم.
وفي نهاية إدارة أوباما، ظل المعتقل يعمل، على الرغم من انخفاض عدد السجناء فيه، حيث أثبت الكونغرس عرقلته بشأن هذه القضية، لكن كانت هناك أيضاً معارضة للإغلاق من مختلف أذرع الحكومة، بما في ذلك البنتاغون.
لم يكن لي ولوسكي، المبعوث الخاص السابق لأوباما لإغلاق غوانتانامو، إلا أن يتعجب بشدة من هذا الجزء الذي يبدو أنه غير قابل للتدمير من البنية التحتية القانونية: “كانت هذه الفوضى نتيجة لقراراتنا الخاصة بالتورط في التعذيب، واحتجاز المعتقلين إلى أجل غير مسمى دون تهمة، وإنشاء لجان عسكرية معطلة ومحاولة تجنب إشراف المحاكم الفيدرالية”.
وفي عام 2018، وقع ترامب أمراً تنفيذياً جديداً يُبقي السجن العسكري مفتوحاً، مكرراً بأن الإرهابيين ليسوا مجرد “مجرمين” بل “مقاتلون أعداء غير شرعيين”. ولاحظ بشدة أن إطلاق سراح أي من هؤلاء الأفراد من غوانتانامو كان خطأ.. في الماضي، أطلقنا بغباء مئات الإرهابيين الخطرين لمقابلتهم مرة أخرى في ساحة المعركة”.
وبمناسبة الذكرى العشرين لافتتاح السجن، كانت أنييس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، صوتاً آخر يدعو إلى إغلاق المعسكر.. كما أن الرئيس جو بايدن، مثل الرئيس باراك أوباما من قبله، وعد بإغلاقه، لكنه فشل حتى الآن في القيام بذلك.
وعلى الرغم من كونه وصمة عار دائمة، إلا أن المنشأة لا تزال مفتوحة بشكل مزعج، وهو تذكير بوجود تجاوزات قانونية حيث ترغب الولايات المتحدة في احتجاز الأشخاص إلى أجل غير مسمى، دون محاكمة أو تدقيق.
بقي 39 سجيناً، ثلاثة عشر منهم رهن الاعتقال لأجل غير مسمى.. تصل الدعوات لإغلاق السجن العسكري إلى ذروتها من حين لآخر، لكنها تتضاءل في النهاية أمام آلية البيروقراطية الخانقة، ولكن للأسف إنها بالفعل مأساة كبيرة أن تُعاد تجربة غوانتانامو بدلاً من إلغائها.
المصدر: Global Research

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص