المبدع.. رسالة ودور ريادي

 

الملحق الثقافي:فاتن أحمد دعبول:

لا يختلف اثنان على دور المبدع الطليعي والريادي في خلق مجتمع مثقف واع، ودوره في الارتقاء بفنون التفكير ومحاكمة الأمور على نحو منطقي وإيجابي، وتجاوز المحن والكوارث بأقل الخسائر، والمبدع في دوره الهام يستطيع إرساء واقع أفضل من خلال تكريس مفاهيم الخير والحب والجمال، بعيداً عن الأحقاد والإساءة للغير، وفي الآن نفسه تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في الحياة، كل حسب اجتهاده وإنتاجه في خدمة المجتمع وتطويره.
وعلى الجانب الآخر يجب أن نؤكد على دور المجتمع في استثمار الأفكار الإبداعية وتوظيفها في خلق بيئة جديدة من دعائمها صناعة المستقبل الأفضل وتحقيق العدالة المجتمعية في الحقوق والواجبات، والاهتمام بجيل الشباب الناشئ المتحمس والفاعل ليأخذ دوره في عملية التغيير والتطوير بما يواكب عجلة التطور العالمي المتسارع، عندها فقط يمكن أن نبدأ الخطوات على أرض صلبة وبفكر نيّر وعقلاني نحصد نتائجه على أرض الواقع بناء وحداثة وعلماً وثقافة ووعياً كبيراً بمفهوم الانتماء والمواطنة.
وللوقوف عند دور المبدع في المجتمع كانت لنا اللقاءات التالية:
د. محمد غنوم: يقود المجتمع
يرى د. محمد غنوم الفنان التشكيلي دور المبدع في المجتمع مهم جداً، لأنه يختلف عن غيره بأدائه الرائد وأفكاره الخلاقة في المجتمع، وهو بذلك يساهم في قيادة المجتمع نحو الأفضل، وفي الآن نفسه يضفي صورة المستقبل المشرق في المجتمع، ولأجل ذلك نرى العالم جميعه يعتز بالمبدع ويعطيه المكانة التي تليق به، حتى أن بعض الدول تنسب لأسماء معينة من المبدعين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التأثير الكبير للمبدع ودوره الفعال في محيطه وعند أبناء جلدته.
ويضيف: وفي عودة للتاريخ نجد الكثير من المبدعين خلدتهم أعمالهم ومجتمعاتهم لما قدموه من أجل خدمة البشرية، وهذه كلها مؤشرات أساسية تؤكد على دور المبدع الإيجابي في المجتمع.
أما عن دور المبدع في الفنون الجميلة والفنون البصرية، يقول: نحن نعرف أن دور الفنون الجميلة لا يزال قليل التأثير لعدم جماهيرية الفنون الجميلة المحدودة، ما يلقي على المبدع جهداً مضاعفاً ومزدوجاً في هذا المجال، فهو يعاني كثيراً من عدم قبول بعض التجارب الفنية التي تحمل إشراقات للمستقبل، وبعضها أيضاً يمكن أن نقول أنها تفصلها عن الجمهور مسافة كبيرة، لذلك لا تلقى الجماهيرية والنجاح الكافي.
ورغم ذلك فلا يمكن تجاهل دور الفنان التشكيلي المبدع في جعل الآخرين يتنبهون لأهمية ما في المجتمع من إيجابيات، وهو بدوره يحاول إظهارها وتكريسها، وفي الآن نفسه يحاول أن يقلص من حجم السلبيات، بحنكته ودرايته والذكاء الذي يجعل المجتمع يلتفت إلى مواطن الجمال وتثبيتها وجعلها أمام مرأى الناس والمجتمع، وهذه المواطن هي التي تمثل الخير والعطاء والحق.
وعليه يكون دور المبدع في مجتمعاتنا هو جهد مضاعف، لأنه لا يلقى الاستحسان والتأييد والشهرة الكافية، بمعنى هو لا يلقى ما يستحق من التقدير والاهتمام، لذلك دوره صعب جداً، فرغم أنه يسعى ويجتهد للسير بالمجتمع نحو الأمام، ويريد أن يضفي على المجتمع مواطن الجمال، لكنه أحياناً يجابه بعدم القبول.
ويخلص بدوره إلى أن دور المبدع في بلادنا صعب التحقيق، لأنه يلقى صعوبات في أن يكون إبداعه مفيداً كما يصبو في المجتمع، وهو يعاني من عدم القبول وأحياناً الحرب عليه.
ومع ذلك لا يمكن إلا أن نعترف بدور المبدع عبر التاريخ بأنه دور مهم جداً، وهو الذي يعطي للمجتمعات كافة سمات وصفات نعتز ونفتخر بها، فالمبدع يساهم وعبر إبداعه بنشر القيم الجمالية والأخلاقية، قيم الخير والحب والتسامح وقبول الآخر،
د. عبدالله الشاهر: يبني المجتمع
وينطلق د. عبدالله الشاهر من تعريف الإبداع أولا فيقول: هو الإتيان بشيء جديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة، لذلك يرى بأن للمبدع دوراً كبيراً في بناء المجتمع.
ويضيف: والمجتمع الذي لا تتعدد فيه مجالات الإبداع، هو طبعاً مجتمع غير متطور، وعلى العكس تماماً فعندما تتعدد مجالات الإبداع فإن المجتمع يزدهر ويتطور ويرى المستقبل في رؤية جديدة.
ويرى أن من يتابع المبدع في الواقع لابد أن يجد أن المجتمعات غنية بالمواهب اللافتة، لكن الموهبة غير كافية، فالإبداع هو موهبة صقلت بالتعلم، وانتعشت بالبيئة الحاضنة لهذه الموهبة، لذلك نجد أن الكثير من هذه المواهب تموت في مهدها لعدم وجود التربة المناسبة التي تعيش وتنمو فيها ولافتقادها إلى اليد الراعية التي تأخذ بها للتطور والنمو، فالموهبة كالجوهرة، لا تظهر قدراتها وقيمتها إلا بالتعلم والصقل حتى تبرز وتتضح وتنضج.
وبدوره يبين أن للإبداع دوراً كبيراً في حياتنا على المستويات كافة» الثقافية، الفكرية، الاجتماعية، والعلمية ..» ولا يمكن لنا أن نعيش في مجتمع ليس فيه من المبدعين ما يكفي، وبقدر ما يكون عدد المبدعين الموجودين في المجتمع، بقدر ما نعطي للمجتمع أهمية من قدرة علمية وقدرة اجتماعية وتماسكاً اجتماعياً وحالة تعليمية.

التاريخ: الثلاثاء1-2-2022

رقم العدد :1081

 

آخر الأخبار
محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن