ارتفاع هادئ للأسعار …!!

مع أولى أيام تطبيق برنامج إعادة هيكلة الدعم وفي الوقت الذي تنشغل فيه حالياً المؤسسات الحكومية والرسمية باستقبال ومتابعة الاعتراضات الكثيرة التي وردت من مواطنين استبعدوا من مظلة الدعم دون أسباب موجبة لذلك، كانت الأسواق المحلية تشهد (ترفعات) سعرية هادئة بحيث لا يشعر بها المواطن بشكل كبير إلا أنها وصلت اليوم إلى مرحلة بدأت تظهر فيها فروقات الأسعار للسلع والمنتجات المحلية والمستوردة بشكل واضح، بحيث بدأ المستهلك يتلمس وجود ارتفاعات ملحوظة على أسعار المواد المطروحة في الأسواق، وخاصة الغذائية الألبان والأجبان والخضار والفواكه واللحوم والبيض وغيرها.
تلك الارتفاعات التراكمية التي شهدتها أسعار السلع في أسواقنا خلال العشرين يوماً الماضية، يبدو أنها ليست بريئة أو عفوية خاصة وأنه لا يوجد أسباب حقيقية لتبريرها، فسعر الصرف لم يطرأ عليه أي تغير يذكر وأسعار المشتقات النفطية كذلك، ما يعني أن هناك حالة استعداد من قبل بعض الفعاليات التجارية والموردين للمواد والسلع لتعويض الفاقد الذي سيطرأ عليهم بعد رفع الدعم عنهم فكأنهم يتحضرون لهذه الخطوة قبل تطبيقها وإقرارها، بحيث في سعي منهم للمحافظة على مستويات أرباحهم ودخلهم، بغض النظر عما ستشكله حالة رفع الأسعار من أعباء ثقيلة على المستهلكين عموماً والذين هم أيضاً لم يسلموا من الاستبعاد من مظلة الدعم رغم الفارق الكبير جداً بمستويات الدخل بينهم وبين التجار والصناعيين والشرائح الميسورة.
وفي هذا الجانب يبدو أن على الجهات الرقابية والمعنيين في متابعة الأسواق وباقي الجهات ذات الصلة، أن تعطي بالاً لما يحدث في أسواقنا من استغلال للظروف المرافقة لتطبيق إعادة هيكلة الدعم والحد من تلاعب بعض الموردين والتجار الذين لا يفوتون فرصة يطلون من خلالها على الإعلام ليعلنوا وقوفهم إلى جانب الشرائح الأضعف ومساعيهم لتخفيض الأسعار من خلال إقامة ملتقيات ومهرجانات تسوق فيما بعضهم هو من يقوم برفع أسعاره دون أن يرف له جفن في ضوء غياب دور الجهات المعنية، والتي لاتزال تلاحق باعة المفرق وأصحاب البسطات فيما تغض الطرف أو تنأى بنفسها عن متابعة كبار الموردين والتجار والصناعيين…
هي معادلة يجب الانتباه إليها لأن المواطن وفي ضوء الفوضى الحاصلة الآن بسبب الارباكات التي تولدت عن تطبيق برنامج إعادة هيكلة الدعم والأخطاء الواقعة فيه، فإنه من الواجب ألا يترك المجال لتسلل هؤلاء واستثمار الظرف الحالي لتمرير شغفهم وشوقهم لجمع الثروات وتكديسها على حساب لقمة المواطن ورغيفه ومعيشته.

حديث الناس -محمود ديبو

آخر الأخبار
في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً تجربة البوسنة والهرسك .. دروس لسوريا في طريق العدالة والمصالحة المبعوث الأميركي إلى سوريا: "سوريا عادت إلى صفنا" إصدار اللوحات الدائمة للمركبات في دير الزور