ما من أحد منا إلا وطاله أثر من حصار الغرب الظالم على بلدنا الذي يتفنن الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بحقدهم عليه من خلال أعمال عدائية ضده خصوصاً فيما يتعلق بالإجراءات القسرية أحادية الجانب وما ينجم عنها من حصار اقتصادي غير مسبوق يؤثر بشكل سلبي ومباشر على حياة المواطنين، لأن الثمن الحقيقي لهذا الحصار يدفعه المواطن السوري بشكل مباشر .
ركون الغرب إلى فرض الحصار الاقتصادي على سورية أسلوب إجرامي، و هو جزء من حربه الظالمة واحتلاله لأراض سورية ونهب نفطها بذريعة محاربة الإرهاب، كما حدث ويحدث في المشاهد الهوليودية المستمرة التي تفتعلها أمريكا للقول للعالم إنها تكافح الإرهاب في سورية وفي مناطق أخرى من العالم.
أمريكا بحربها الاقتصادية على سورية تريد إضعاف الروح المعنوية وفرض معادلة الخضوع لسيطرتها، و هناك أمثلة عديدة عن الحصار الاقتصادي الأمريكي في التاريخ لإضعاف الخصوم انتهت معظمها بالفشل الذريع.
الحصار الاقتصادي المفروض على سورية ينتهك القانون الدولي وكل المعايير الإنسانية ويشكل مثالاً واضحاً على الأعمال العدوانية أحادية الجانب، وعلى الرغم من مرارة ووحشية الحصار يبقى العنوان الأبرز للدولة السورية هو العمل على كسره بكل السبل وقهره لإجهاض الاستراتيجيات الغربية التي تعمل بذراع مسموم لضرب مقومات السيادة ووحدة الأرض وسلامتها.
اللعب الأمريكي على حبال الهيمنة والإخضاع مستمر وباق ضد جميع الدول التي لا تسير في ركب قوافلها العابرة للحدود في الظلم والطغيان والاحتلال، ودعم كل مظاهر التخريب والعربدة، والتهاون في مصير الدول ومحاولة جعلها دمية طيعة تتماهى وتتحرك وفقاً لتعاليم واشنطن وعواصم الغرب التي تشاركها أفعالها الدموية والإجرامية.
الحصار الغربي يشكل انتهاكاً واسعاً وصارخاً لحقوق الإنسان، والغرب لا يملك أدنى حد من الشرعية ولا المبرر الأخلاقي لفرض هذا الحصار لأهداف سياسية، وهذا بحد ذاته انهيار أخلاقي واستراتيجي يشير إلى تأزم الغرب الذي يعيش أزمات سياسية وصحية وأقتصادية وأمنية لا حصر لها.
البقعة الساخنة- منهل إبراهيم