الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يجب أن يستند تقرير كيفية التعامل مع كوريا الشمالية إلى منطق أوسع لا يعتمد على التشخيص الدقيق للأسباب الكامنة وراء اختبارات الصواريخ في كوريا، فكل تجربة صاروخية لكوريا تتبعها تكهنات حول معناها، إلى ماذا تشير كوريا من توجيه الإشارة؟ هل التواريخ مهمة؟ أم أن عمليات الإطلاق مرتبطة ببساطة بتقويم هندسي تجري بموجبه كوريا اختبارات عندما يتطلب برنامج تطوير أسلحتها الاختبار؟ يبدو أن تجارب الصواريخ الكورية تقدم نوعًا من اختبار Rorschach للمعلقين، الذين من المحتمل أن تكشف تأكيداتهم عن تصوراتهم لكوريا والمصالح السياسية أكثر مما تكشفه عن الاختبارات نفسها.
من اللافت للنظر أن المحللين والمعلقين يبدون مهتمين بـ “معنى” الاختبارات أكثر من اهتمامهم بالأجهزة نفسها، على الأقل في المحادثات العامة، هناك دائمًا جهد لتحديد مكان هبوط الصواريخ المختبرة، وتحديد أي خصائص طيران مثيرة للاهتمام، وتحديد ما إذا كانت الصواريخ المختبرة قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى.
لكن مقدار الاهتمام الذي يتم توجيهه إلى تلك الاختبارات العلمية الكورية باتت ترعب الولايات المتحدة التي لا تريد الاعتراف بأهمية التقدم العلمي والتكنولوجي لكوريا الشمالية، وللأسف أن أميركا تنظر فقط من الجانب العسكري حيث يميل المحللون الأمنيون إلى رؤية تجارب الصواريخ الكورية من منظور المخاطر الاستراتيجية ويرفضون النظر إلى هذه الاختبارات على أنها اختبارات سلمية، تعتمد تجارب الصواريخ الكورية على جهود بيونغ يانغ طويلة المدى لجعل أسلحتها أكثر فعالية، حيث تقوم باختبار أكبر قدر ممكن منها ما يجعلها دولة قوية يحسب لها ألف حساب.
منذ 5 كانون الثاني حتى الآن اختبرت بيونغ يانغ صواريخ، بما في ذلك “صواريخ فرط صوتية” وصواريخ باليستية متوسطة المدى، في سبعة أيام منفصلة، كما اختبرت في أيلول الماضي صواريخ لمدة خمسة أيام. وبالتالي ليست هذه هي المرة الأولى التي تختبر فيها بيونغ يانغ صواريخ لعدة أيام، ومع ذلك، فإن عمليات الإطلاق هذا العام مرتبطة بالعلاقات الباردة مع الولايات المتحدة، وهذا ما يجعلها مختلفة عن تلك التي حدثت في أيلول الماضي.
كما اختبرت بيونغ يانغ صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت لأول مرة في أيلول الماضي في مقاطعة تشاجانغ، وأتبعت هذا الاختبار بتجربة أخرى في 5 كانون الثاني الجاري، حيث أطلقت صاروخًا تفوق سرعته سرعة الصوت من موقع داخلي في البحر الشرقي، بعد ذلك، في 6 يناير كانون الثاني، كشفت بيونغ يانغ من خلال صحيفة Rodong Sinmun التابعة لها أن كيم جونغ أون كان سعيدًا جدًا بالنتائج وقد أرسل “تهانيه الحارة” لقطاع البحث العلمي في الدفاع الوطني.
علاوة على ذلك في 11 كانون الثاني اختبرت بيونغ يانغ مرة أخرى صاروخًا تفوق سرعته سرعة الصوت، حيث أطلقته من مقاطعة تشاجانغ في البحر الشرقي، وقالت وزارة الدفاع الوطني في كوريا الجنوبية، إن الصاروخ الذي أطلق في 5 كانون الثاني بلغت سرعته القصوى 6 ماخ، وهو ذروة تقل عن 50 كيلومترًا، وحلّق أقل من 700 كيلومتر، في حين أن الصاروخ الذي أطلق في 11 كانون الثاني أيضاً كان قد حلّق لمسافة أطول. أكثر من 700 كيلومتر، وصلت إلى ذروتها بحوالي 60 كيلومترًا، وحلقت بسرعة حوالي 10 ماخ، “كان هذا هو الصاروخ الذي أشاد به كيم علنًا، كما اختبرت بيونغ يانغ بعد ذلك صاروخًا آخر بقدرات أكثر تقدمًا.
بقلم: مارك توكولا