ندامة شهم

دائماً نكتب عن الحكومة وغالباً لا أحد يستمع إلينا، ولذلك حفظاً لماء الوجه والتذكير بوجودنا سأكتب هذه المرة عن المواطن.
عدد غير قليل ممن اعترض من المواطنين لاستبعاده من الدعم لم يكن مظلوماً بالقيود ولا يمكنه لوم أحد على استبعاده، فعلى فترات طويلة لم يكن هناك استيراد و تصدير باسم أحد من التجار الحقيقيين وإنما كان كل شيء بأسماء العاملين في هذه الشركات، وكل المعاملات والحركة والتخليص الجمركي والمخالفات والعقوبات والغرامات وحتى السجن على المخالفات وإجازات الاستيراد والتصدير، كل ذلك كان بأسماء الموظفين وبقيود نظامية في الدوائر الرسمية وهؤلاء لهم سجلات تجارية وصناعية ولذلك طالهم الاستبعاد وهذا ذنبهم لأنهم غطوا على ارتكاب أشخاص استثمروهم للتهرب الضريبي ومن واجباتهم تجاه البلد، وعندما حاولت الجهات المعنية ملاحقة بعض التجار كانت المفاجأة أن لا شي بأسمائهم، فطالت الملاحقات الموظفين العاملين لديهم أصحاب إجازات الاستيراد والتصدير والقيود المالية.
هناك شريحة أخرى كانت حتى فترة أسبوعين تتنكر للدعم وتدعي أنها تشتري كل مخصصاتها بالسعر الحر ولكن عندما ارتفع الدعم عنها علا صوتها أكثر من غيرها وأقصد بهذه الشريحة عدداً غير قليل من سائقي وسائل النقل ولا أقصد الجميع لأن هناك أيضاً عدداً غير قليل منهم غاية في الالتزام والرقي في التعاطي مع المواطن، وهنا يجب أن يعترف هؤلاء أنهم كانوا يعملون على ابتزاز المواطن وإلا كيف كانوا يتنكرون للدعم ويصرخون اليوم لرفعه عن بعضهم إن لم يكونوا مستفيدين؟.
لا ألوم المواطن بمعنى اللوم ولكن كم ساعدنا من يسرقنا ويبتزنا بغير قصد أو تحت ضغط الحاجة والكل يتذكر موضوع بيع الدولار عندما كان رب العمل يرسل موظفيه ليصطفوا ويشتروا الدولار من شركات الصرافة وعندما طالبت الجهات المعنية هؤلاء بمراجعة المصارف كانت صدمتهم ودفعوا من جيوبهم.
( عندنا عائلة “بالضيعة”، سبعة أو ثمانية شباب، كل يوم بيجتمعوا عند أبوهن والكل لابس طقم وكرافة، وكل ما مر حدا راجع من الفلاحة أو الحطب أو الرعية بيعزموه وينادوه تفضل يا أستاذ… بما انو كلن مطقمين ومكرفتين ، ولكن وقت الغدا بيتذكروا انو كل واحد منهن موصيتوا مرتو على غرض وهون بتبلش المأساة).
هكذا صار بكثير من الأشخاص، كانوا أساتذة وأصحاب سجلات تجارية وإجازات استيراد وتصدير وحسابات وقيود مالية الى أن جاء موضوع الدعم وتطبيق القانون، فوقعت الكارثة على رؤوسهم وبدأت مرحلة الاعتراض غير مدركين ما قاموا به.

معاً على الطريق -معد عيسى

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع