“شرُّ البليّة مايُضحك”.. والكوميديا الهادفة

 

الثورة – آنا عزيز الخضر:
وإن حملت بعض العروض بين سطورها الابتسامة، وبعض ملامح من الضحك، إلا أن المتميز منها، يحمل المقولة ذات الأبعاد الإنسانية، والأهداف الجمالية الراقية والأكثر جدية…
هذا ماحمله بين سطوره العرض المسرحي “شر البلية مايضحك”. إعداد واخراج الفنان “محمد تلاوي” عن نص للكاتب “مصطفى صمودي”…
التقينا مع الأستاذ الفنان “محمد تلاوي”، فتحدث عن العرض والكثير من تفاصيله، وكانت البداية عن الكوميديا وخصوصيتها في عالم المسرح، حيث قال:
للكوميديا أجواء خاصة، تبدأ من المجتمع حيث البحث عن نصّ يحاكي واقع أو خيال المتلقي، ويحمل المفارقات والمواقف الكوميدية التي تتجلى على الخشبة، وهنا تبدأ مهمة المخرج بتحليل النص واعداده، ورسم معالم الشخصيات لخلق أجواء الكوميديا، وذلك بقراءة النص مع الممثلين لاختيار كركتر لكل شخصية، واختيار الممثل..
هنا يجب على الممثل ان يكون صاحب حضور وكاريزما، وأن يمتلك ليونة بالتعامل مع النص، من خلال تبنيه للشخصية ودراستها ودراسة مواقع الكوميديا فيها، من صوت وحركة وملابس، ثم علاقته مع باقي الشخصيات والتعامل مع الأدوات على الخشبة بأسلوب كوميدي، بعيداً عن الشطط والابتذال الذي يؤدي الى الملل، فالقصد من الكوميديا الضحك، من خلال أداء الممثل وأسلوبه، وبإرشادات المخرج ورؤيته، وبالتالي يجب على المخرج ان يمتلك ليونة بالتعامل مع الممثل، وأن يعطيه الحرية داخل البروفة، هذا يؤدي إلى ولادة مواقف كوميدية غير موجودة في النص أيضاً..
الكوميديا هي الفن الأصعب.. هي سيف ذو حدين إن لم تكن هادفة بقصد إسعاد الناس، وذات رسالة أراد الكاتب إيصالها للجمهور، وسواء انتقاد عادات غير حميدة، أو تسليط الضوء على الفساد الاجتماعي، أو الفني أو الاقتصادي، ومحاولة معالجتها بعمق، فهي كوميديا فارغة هدفها إضحاك الناس دون هدف، وهذا ما يبعد المسرح عن رسالته..
فالمسرح الكوميدي هو مسرح العائلة، مسرح المجتمع بمختلف طبقاته، مسرح لطيف يبعث السعادة والتآلف ويبني جسراً قوياً تعبر من خلاله الرؤيا الناضجة، بأسلوب ممتع، اذ يمكنه أن يناقش الكثير من القضايا ويكشفها بقالب خاص، فالكوميديا رسالة مهمة، وهي خطيرة إذا لم تقدم بشكل مدروس”.
اما مسرحية “شر البلية مايضحك”، فالنص ذو طابع كوميدي اجتماعي، يتحدث عن شخصية ساذجة، تدخل البيت فتتوهم وجود جثة في المنزل، تخبر الشرطه فتتغير الأجواء والمحاور، فينسى ذاك الشرطي سبب مجيئه، وينتقل لحوار مختلف، دون الكشف عن الجثة، يستدعي الجيران فيجد لكلّ جار حكاية.. منهم من برأ صاحب البيت، ومنهم من قال إنه صاحب مشاكل، ليتّضح فيما بعد ان الجثة مجرد سجادة ملفوفة بغطاء، تهيأ للرجل السكير أنه يراها جثة، فغابت الحقيقة وظهرت التناقضات، كما عالج العرض قضايا اجتماعية، تمس المواطن والحياة اليومية والهموم العامة، وهو ماجذب الجمهور الذي تفاعل مع العرض فأحب اداء الممثلين الذين استطاعوا ان يدخلوا قلوب الناس، وأن يرسموا اﻻبتسامة بطريقة مقنعة، جمعت بين الأسلوب الممتع والمقولة العميقة الأبعاد.

آخر الأخبار
إنتر ميلانو يضرب عصفورين بحجر بطولة الدرع السلوية.. فوز الكرامة وحمص الفداء أهلي دمشق يختتم معسكره بالتعادل مع خان شيخون دمشق تحتفي بأطباء الحرية وذاكرة لا تموت  الدبلوماسية السورية.. من التبعية والعداء إلى الاستقلالية والانفتاح   "صوت السلام" فعالية مجتمعية في طرطوس تشعل الفرح وتزرع الأمل   صحة المرأة في مواجهة سرطان الثدي: الوعي والدعم مفتاحا النجاة    الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب