الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
تساقطوا كحبات المطر، كأوراق الخريف، رحلوا بأجسادهم وتركوا دفء أعمالهم، وبصمات أدبية لا تنسى، وكان آخر الراحلين الدكتور الأديب رضوان القضماني رحل جسداً وبقيت أعماله إرثاً أدبياً ثقافياً ضخماً لا ينسى، فكان لفرع حمص اتحاد الكتاب العرب وقفة لتسليط الضوء على أبرز أعمال الراحل من خلال أصدقائه، حيث غصت القاعة بالحضور، قدمت المشاركين رئيسة الفرع الأديبة “أميمه إبراهيم”بصوتها الدافئ العميق المعبر ..
البداية مع صديق الراحل القضماني الشاعر “طالب هماش” ألقى قصيدة رثاء بعنوان “الخريف” بكلمات نبعت من القلب، وصوت مليء بالحزن والعبرات ، القصيدة عبارة عن قراءة للمناخ النفسي والثقافي والإيديولوجي الذي كان يلمسه عند الدكتور رضوان، وقد حاول استقراء هذا المناخ من باب المجاز أو التشبيه ومن باب القول الشعري، قد تكون القصيدة تتناول كافة الأساتذة الذين رحلوا مؤخراً من محمد الفهد ومحمد بري العواني وراتب حلاق ومصطفى خضر..
فيقول :
رحل الغريب الراعي
والبحر موحشة شواطئه
اليوم يدركنا الشتاء وفي خريف الدار
تقطر شجرة الحزن العجوز..
أما تلميذ الراحل وصديقه الأديب الناقد “هايل الطالب” فتناول تجربة الراحل ومعرفته به والمجالات الأدبية التي خاض بها، بكلمات نابعة من قلب حزين تقطر منه الآهات، وصوت متهدج متكسر من شدة التأثر، أشار الطالب لمعرفته بالراحل منذ عام 1996، وإلى متانة علاقته به، وتناول تجربته قائلاً: يعتبر الدكتور قضماني من أوائل من درس علم اللسانيات في سورية، مع بعض اللسانيين القلة..
وربما كان له مع الدكاترة دور بتعريف هذا الحقل المعرفي الجديد وخصوصاً في ثمانينيات القرن الماضي وقد برز جهده في اللسانيات من خلال الترجمات اللسانية حيث كان له العديد من الترجمات في أكثر من جهة…
وأضاف الطالب: لعل أبرز دراساته تعريف علم اللسانيات، وأغلب هذه المقالات نشرت في المجلة المعرفية والموقف الأدبي ، حتى الدراسات اللسانية الأخرى نشرت في هذين الحقلين الأدبيين ، حيث حاول الراحل التعريف بأهم أعلام هذا الحقل المعرفي وتركز جهده على اللسانية الروسية، وعمل على توثيق اللغة ووظائفها ولاسيما عند تشومسكي..
وقدم القضماني على الأقل كتابين ليعرف القارئ العربي باللسانيات الكتاب الأول عام 1984 بعنوان “وقفات في علم اللسانيات” حيث قدم من خلاله العلم بطريقة أقرب للشعبية، يعرف القارئ العادي بها بشكل مبسط.
أما كتابه الثاني بعنوان “مدخل إلى اللسانيات” صدر عام 1988 ولا يزال يُدرّس في جامعة البعث، ركز من خلاله على المستويات اللغوية ويبدو أن هذا المنهج تحول لاحقاً لعملية ميكانيكية..
وأخيراً نبذة عن الراحل: ولد الدكتور الراحل رضوان قضماني في دمشق عام 1945، حصل على الدكتوراه في العلوم اللغوية واللسانية من الاتحاد السوفييتي ، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب – وأستاذ اللسانيات والنقد في جامعة البعث، عضو في جمعية البحوث والدراسات، وعضو اتحاد الصحفيين في سورية، وله العديد من المؤلفات منها : مبادئ في النقد ونظرية الأدب عام 1990، والطبيعة والحضارة والإنسان 1987، وكالة الختام في نوربترغ عام 1986، وطرق تأهيل المعلمين –مراقبة وتحقيق- 1984، الفلسفة والتاريخ – مراجعة وتحقيق- عام 1987..