يقفز الرئيس الأميركي جوبايدن إلى المنبر يعلن النفير العام ..يشد العجوز الأوروبية من شعرها الأبيض يحشد الأساطيل والجيوش والصواريخ والغواصات النووية ويطلق لحى التطرف في أوكرانيا بنصيحة من ثعلبه كسنجر ..يصرخ من خطابه تحت كربون النسخ الأميركي لإشعال الحروب : إنها ساعة الصفر في النيات الروسية وقد تهجم موسكو على كييف بتوقيت واشنطن!!
ثمة من تخيل أن بايدن قد يعلن الحرب من مبنى الكرملن ..وأن الوسادة السياسية الخالية في البيت الأبيض تأخذه في الأحلام على بساط (الفوضى الخلاقة الثانية) في أوروبا الشرقية تشطح به لقيام الهجوم ونتائجه بحصار روسيا وتقييدها بالعقوبات وتكبيلها عن الصعود إلى القطبية المتعددة..
لم يخرج بايدن إلى الكاميرات لإعلان موقف أو دعوة للتفاوض مع موسكو أو حتى تبرير زحف الناتو شرقاً والقفز فوق المعاهدات والاتفاقات الدولية..خرج لإعلان الحرب نيابة عن روسيا ومحاولة جر المشهد بين كييف وموسكو وسحب صاعق المعركة في مشهد تاريخي لايشبهه مشهد آخر…
يبدو بايدن كعرافة عوراء تصرخ دجلاً .. تشحن الأجواء …لانسحاب الدبلوماسيين والسياسيين الأميركيين والأوروبيين من اوكرانيا ..تعصف بصوتها ليهرب الرعايا إلى حيث يريد الودع الأميركي استجرار الأحداث بالشعوذة ..يريد بايدن حصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوريط روسيا بالحرب ..هذه هي التعويذة الوحيدة لمنع سقوطه أي بايدن مع نجم القطبية الأحادية أو على الأقل ماقبل الاصطدام بالواقع الذي يهوي بشعبيته واستراتيجيته لكبح الصين وروسيا.
ينعق الغراب الأميركي وحيث يحل يحل الخراب هكذا كان المشهد في الشرق الأوسط ..ولكن النعيق هذه المره حول روسيا المنتصرة مع حلفائها في سورية وإيران والصديقة للصين ولمعظم دول العالم بمافيها أوروبا …فأين يهبط الغراب الهرم إن لم يجد خرابه؟!!.
من نبض الحدث- عزة شتيوي