الألقاب بين الحق والتعويض عن النواقص!

 

الثورة – حسين صقر :
شاع مؤخراً أن يفرض شريحة من الناس ألقاباً لهم أثناء الحديث مع الآخرين، ولاسيما عند التعارف، وذلك بهدف المباهاة والتفاخر، ليكون السؤال هل هؤلاء يعوضون شيئاً من بعض النواقص داخلهم، أم لهم الحق في ذلك، كأن يعرف الشخص منهم عن نفسه مستبقاً مهنته قبل اسمه.
من هؤلاء من حصل على ذلك اللقب عبر مسيرة جد واجتهاد طويلة، وسهر وتابع وكافح حتى نجح، لكنه عندما يبالغ باستخدامه تصبح عين الناس عليه، بأنه يتفاخر ويتكبر على غيره، ويفقد ذلك اللقب معناه، وذلك الشخص قيمته، ومن بينهم من يدفع المال الكثير لتسبق اسمه تلك الكلمة الساحرة.
والسؤال هل الباحثون عن الألقاب ضعفاء ويفتقدون الثقة بأنفسهم أحيانا؟! أم إن هناك مهناً كثيرة مهمة لكن المجتمع لا يمنح أصحابها الألقاب؟!
بالمقابل هناك أشخاص مظلومون ويستحقون الألقاب المهنية بجدارة، لكن ضيق العين والحسد من الآخرين لا يجعلهم ينادون هؤلاء بتلك الألقاب، كأن لا يعترفوا بأن هذا الشخص طبيباً أو تلك الفتاة طبيبة، وذاك وتلك مهندس أو مهندسة، ويندرج ذلك على باقي المهن المحاماة والتدريس والصحافة والقضاء والقائمة تطول.
وفوق ذلك نرى بأن هؤلاء الحاسدين، بدلاً من أن يقولوا المحامي او الطبيب فلان، يقولون فلان ابن كذا بعد أن ينابزوه بألقاب لا تليق بالناس.
وفي هذا يقول حسن العتمة وهو محام: حينما يتعارف الناس بعضهم على بعض يقدم بعضهم اللقب قبل ذكر اسمهم، فيقول أنا الدكتور الفلاني أو المهندس العلاني، وكأنه يفرض على الآخرين لقبه قبل شخصه، و هنا يتضح أن ذلك اللقب وسيلة لجذب انتباه الآخرين ولفرض احترامهم لصاحبه أو إغرائهم بالتعرف إليه والتقرب منه، لكن فيما لو سمعنا من أحدهم بأنه يقول ذهبت إلى فلان دون ذكر لقبه، نرى بأن ذلك يقصد الإهانة وعدم الاعتراف بمهنة ذلك الشخص، كان يقول رايت زيداً أو عمراً ويكون هذا طبيباً مثلاً..
بدوره أوضح المدرس عدنان معلا إن اللقب اصبح اليوم ضرورة اجتماعية لمنح وضع معين او ‘برستيج’ خاص واحترام معين بين الناس، شرط ألا يكون هذا اللقب حاجزاُ بين أفراد المجتمع، وتساءل لماذا يسعى الإنسان إلى التعريف بلقبه قبل اسمه؟ وهل ينم ذلك عن عدم ثقة أم هو ارضاء للغرور؟! وأشار أن بعض الناس يهتم كثيرا بلقبه وقد يغضب عندما يتجاهل أحد ذكر لقبه، وقد يكون معه الحق فهو لم يحصل على ذلك بسهولة.
وقالت نها العلي يمثل اللقب اليوم في بعض الأحيان وعند البعض وضعا و’برستيجا’ اجتماعيا، فتراه يهتم كثيرا إذا ما سئل عن اسمه بتقديم لقبه عليه كأنه يقول للناس إنتي انسان غير عادي وعليكم احترامي لأني صاحب مركز ووضع معين.
بالمقابل هناك بعض الأشخاص الذين يتقصدون مخاطبة أطباء ومحامين وأساتذة ومهندسين بأسمائهم بدافع الحسد والغيرة منهم والانتقاص من شخصيتهم. وهذا الأمر ينعكس سلباً على العلاقات الاجتماعية ويسبب البعد بين الناس.
من ناحيتها قالت سحر العبد: إن الكثيرين يخوضون تجارب صعبة للحصول على لقب قبل أسمائهم كنوع من المفاخرة والموضة، وهؤلاء طبعهم التكبر، بينما نرى أن غيرهم لا ينتظر سوى إعطائه ولو جزءاً من حقه فقط.
بالنتيجة قد تكون الألقاب اليوم نوعاً من انواع المظاهر الاجتماعية التي تعبر عن وضع اجتماعي، وقد تكون حقاً لصاحبها شرط ألا ننتقص حقوق هؤلاء ولا نبالغ في تلقيبهم، ونعطي كل ذي حق حقه، فالجميع يسعى الى التميز والنجاح في هذا العالم.

آخر الأخبار
من هو السفير السعودي الجديد لدى دمشق؟ تحركات جادة لتحسين الواقع الخدمي في دوما وصيدنايا فريق أهلي لمعالجة الأزمات الخدمية في عرطوز  محافظة دمشق : الحديث عن تهجير طائفة معينة " بالقدم  " عار عن الصحة  بيان لـ"تربية حلب" يكشف تفاصيل   تتعلق بالعاملين في مجمعات الشمال  الطاقة المستدامة .. القطاع الخاص يقود فرص العمل  مفاضلة لملء الشواغر في مدارس المتفوقين بالقنيطرة بيان "الهجري" تغيير اسم جبل العرب إلى "باشان" محاولة يائسة لتسخين المشهد محافظة دمشق تكذب شائعة تغيير اسم ساحة المرجة     الفلسطينيون يشقون طريقهم وسط الأنقاض نحو منازلهم      القبض على أحد أفراد عصابة سرقة كابلات الكهرباء بدرعا     "قيصر" يقترب من نهايته.. تعاف اقتصادي ومصرفي يلوح بالأفق     الصحة المجانية للفقراء ... والمقتدرون ملزمون بالدفع     "فزعة منبج".. تجاوزت 11 مليون دولار لدفع عجلة إعادة الإعمار     إلغاء قانون قيصر..بوابة الانفراج الاقتصادي في سوريا عبد الرحمن دالاتي .. صوت إنساني من سوريا يعانق غزة الشيباني في لبنان .. من صفحات الماضي إلى آفاق المستقبل عبد الرحمن الدالاتي... السوري الذي أبحر نحو غزة وعاد إلى الحرية إلغاء " قيصر".. لحظة مفصلية نحو التعافي خطوة مفصلية في مسار العلاقات السورية الأميركية