الثورة _ فؤاد مسعد:
التنوع الدرامي سمة المرحلة الحالية للفنان ميلاد يوسف الذي يعمد عبر ما يقدم من شخصيات إلى عدم التقوقع ضمن إطار معين والسعي للانطلاق نحو فضاءات مختلفة ومتفاوتة مبرزاً ما يكتنز من طاقات إبداعية ، فبالإضافة إلى مشاركته في فيلم (بوح) تأليف وإخراج أيهم عرسان وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ، كان قد انتهى مؤخراً من المشاركة في عدة أعمال متنوعة ، وهي فيلم سينمائي بعنوان (مفتاح الحب) تم تصويره في الإمارات وأدى فيه دور مراد ضمن حكاية تنوس بين الخير والشر ، إضافة إلى عملين دراميين هامين (ليلة السقوط) و (عطر) .
عن مشاركته في فيلم (بوح) يشير إلى أنه يشكل حالة سينمائية جديدة تُقدم ضمن إطار إنساني مرتبط بالبوح والكتمان والحب والمشاعر ، فهو فيلم حساس جداً عبر خصوصيته وأفكاره وطريقة تناوله لها ، مؤكداً أنه يثير السؤال حول : إلى أي مدى هناك حالة من الكتمان في داخلنا ؟ وهل لدينا القدرة على الاحتفاظ بها إلى لحظة الانفجار من خلال البوح النهائي ؟.. وضمن هذا الإطار يرى أن تناول هذه الحالة من خلال السينما والمسرح بكل عناصره فكرة ذكية ، أي أن يأتي البوح من خلال المسرح داخل السينما فلا تكون مجرد مشاهد لأن الموضوع في النهاية يخصك ، مؤكداً أنها حالة فنية مميزة ، وفيما يتعلق بخصوصية دوره فيه ، يقول :
“الفيلم له علاقة بمشاعرك وبما هو جواني لديك ، فهو واقعي حساس إلى درجة أنك تقدم الفكرة وفق تفاصيل محسوبة بدقة ، وأجسد فيه شخصية نبيل المُستهدف من هذا البوح وهو إنسان لديه أحلام ، ولكن أحلامه وأحياناً أنانيته تضغط على شريكة حياته إلى درجة أنه يوصلها إلى لحظة الانفجار ، وهذه هي اللعبة بما فيها من حب وأنانية وكتمان ومن ثم الندم في النهاية ، ويمكن القول إن نبيل شخصية مركبة تشبهنا ، وتشبه الشخصيات الغائبة عن الواقع والتي جعلتها درجة أنانيتها غير قادرة على الاحتفاظ بأهم العناصر في حياتها ، وتذهب الشخصية إلى مرحلة المكاشفة الحقيقية التي تأتي عليها كالصاعقة فتصطدم بكل ما كانت تقوم به في حياتها” .
وحول مشاركته في (ليلة السقوط) يشير إلى أنه عمل عراقي من إخراج ناجي طعمي ، ويتحدث فيه باللهجة العراقية مؤكداً أنه سيكون من الأعمال المميزة ، وهو يحكي عن دخول داعش إلى الموصل، يقول : (أجسد فيه شخصية سمير الشاب الذي يتعرض هو وعائلته إلى حالة من الانهيار مع دخول التنظيم إلى الموصل ولكن لا يلبث أن يستعيد عافيته ويشارك في تحرير الموصل) . وعن ملامح شخصيته في عشارية (عطر) إخراج تامر اسحاق والتي تم تصويرها لتعرض على منصة ، يقول : (سيراني الجمهور فيها بشكل مختلف عبر دراما جديدة تتمازج فيها الحالة الإنسانية مع الأكشن والجريمة والعقاب والكره والشر ، حيث أقدم شخصية مركبة أقرب لأن تكون مريضة نفسياً إلى درجة تصل حد الجنون أحياناً ، ونتيجة ضغوط المجتمع نراها قاتلة في لحظة ومُحبة في لحظة أخرى) ، وينهي كلامه بالتأكيد إلى أننا مع تزايد إنتاج العشاريات والخماسيات خرجنا من إطار الثلاثين حلقة وبات بالإمكان تقديم الأفكار بشكل مختلف عبر أعمال تتحرر من قيود كثيرة ، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تعتبر حالة فنية جديدة لها علاقة بالدراما والفيلم السينمائي يمكن من خلالها تقديم المميز ، وتستهدف شريحة واسعة من الجمهور وهذه الشريحة في ازدياد .