الثورة – آناعزيز الخضر:
عروضٌ مسرحية تمنحها بيئتها الدرامية والفنية، إمكانيات الإحاطة والتعمق بالجانب النفسي، وارتباطه بالواقع تأثراً وانعكاساً وتفاعلاً، ليقول العرض كلمته في قضايا الواقع والحياة المعاشة..
كلّ ذلك تجلى بوضوح ودقة، عبر العرض المسرحي “شمس ومجد” الذي هو من تأليف وإخراج “أسامه غنم”، وقد تمّ عرضه على صالة المسرح الدائري في المعهد العالي للفنون المسرحية. “صالة مسرح فواز الساجر”..
ركز العرض على عوالم سبع شخصيات، منحتها حوارات العرض مساحات واسعة من الأداء المتنوع، والحاﻻت النفسية المتعددة، والتناقضات الواسعة بين الجميع من جهة، وبين دواخل الشخصيات بحدّ ذاتها من جهة أخرى، حيث يعيش كل منها تناقضات وتقلبات ومعاناة، كانت مسبوكة بطريقة ﻻفتة استطاعت تحقيق الإقناع، وأخذت المتلقي إلى عوالمها وواقعها الخاص.. كلّ منها عاش قهره، مجسداً سيكولوجيا هذا الإنسان بكثيرٍ من الذكاء والحنكة، بدءاً من “جوليا” التي تظهر متسلطة، في نفس الوقت الذي تعكس انكسارها وانكسار حبها..
قام بدور “غيث “علاء زهر الدين” الذي يسعى إلى الوسامة والنجاح، وهو النهم للأكل والحياة ويفشل واقعياً..
يبحث العرض في سيكولوجيا الإنسان المقهور، وأثر التخلف الاجتماعي على الناس، عبر تركيزه على كتب “مصطفى حجازي”.
“شمس” التي تقوم بدورها “آية محمود”، تعمل نادلة وتعاني من تسلط “جوليا”، تقوم بتدريبات على فن التمثيل لدى المخرج “ينال منصور”.
“مارسيل فادي حواشي” صاحب المقهى الذي تعمل به “شمس”.. لكلّ منهما أعباء حياة، جعلته مثقل بالهمِّ والوجع والقهر، والتناقضات الكثيرة التي بدت منطقية ومقنعة.. لكلّ منهما حكايته وتناقضاته التي يعيشها، وأيضاً معاناته المختلفه في كلّ مجاﻻت الحياة.