لم تهدأ الشكاوى خلال الشهرين الماضيين حول واقع الكهرباء السيء في العديد من المناطق والمدن والتجمعات السكانية، والتي تنفصل حتى في وقت الوصل، الأمر الذي يبقيها غائبة خلال ساعات الوصل بالإضافة إلى ساعات القطع، بحيث لم يعد يعرف المواطنون ساعة محددة لورودها وفصلها نتيجة لذلك.
ولعل أكثر الأعطال كانت بسبب خلل في المحولات الكهربائية في معظم الأحياء التي تواجه هذه المشكلة، وهذا الخلل يتدرج من فصل في القاطع بسبب الحمولات الزائدة أحياناً ليصل إلى احتراق المحولة وتلف معظم أجزائها مروراً بانقطاع الأكبال تارة وتلف بعض الأجزاء لتلك المحولات.
هذا الأمر كان يرتب على فرق الطوارئ والعاملين فيها السعي بشكل حثيث لإصلاح ما يمكن اصلاحه من أعطال، والتي كانت تتركز غالباً في الأحياء الشعبية والقرى والبلدات أحياناً، سواء في دمشق أم غيرها من المحافظات، وأحياناً كان المواطن يشعر بتلكؤ عمال الطوارئ بسبب عدم استجابتهم بشكل سريع للنداءات وذلك بسبب تعدد الأعطال التي كانت ولا تزال تحدث في وقت واحد..
الملاحظ هنا أن القاسم المشترك لهذه الأعطال كان يتمثل بالحمولات الزائدة التي كانت تقع على المحولات، الأمر الذي كان يؤدي إلى خروجها عن الخدمة إما لفصل في القاطع أو لاحتراق في الأكبال والفيوزات، وأحياناً لاحتراقها بشكل كامل نتيجة هذه الأحمال الزائدة بسبب الاستجرار الكبير ساعة وصل الكهرباء.
هذا الواقع دعا بعض العاملين في أقسام الطوارئ إلى التواجد بشكل مستمر في تلك المناطق التي تتكرر فيها الأعطال ضمن الإمكانات المتوافرة لديهم، وحسب حجم العطل الواقع ونوعه..
صحيح أن الأعطال كانت تجري عليها إصلاحات ويتم وصل الكهرباء إلا أنها لا تلبث أن تعود كما كانت، وذلك لأن السبب المباشر لتلك الاعطال بقي هو نفسه ولم يتغير(الحمولات الزائدة)، وعليه فإن إنهاء المشكلة من أساسها يتطلب معالجة هذا السبب وليس معالجة النتائج التي يحدثها..
وعليه فإن أبسط ما يمكن أن يقال هنا أن يقوم المعنيون بأقسام الكهرباء في تلك المناطق التي تتكرر أعطالها باحصاء وعد المنازل المحملة على كل محولة وتقدير استجرارها، وبالتالي إعادة توزيع لتلك الأحمال بحسب استطاعة المحولات وبهذا تنتهي الأعطال أو تتراجع إلى الحدود الدنيا، وتنتهي شكاوى المواطنين الذين يستغربون وصل الكهرباء في خطوط محددة وبلا انقطاع في حين لا تصلهم الكهرباء إلا دقائق معدودة خلال اليوم.
حديث الناس- محمود ديبو