الثورة – رشا سلوم:
لم يعد السؤال المطروح في العالم لماذا نكتب.. وما فائدة الكتابة؟.. بل تحولت الأسئلة لتدخل إلى قلب وجوهر الفعل الأدبي.
وقد صدرت مئات الدراسات والكتب حول سؤال ما الأدب؟..
السؤال ليس في نشأته غربياً بل عرفه العرب منذ أن تكوَّن النقد العربي، لكنه بدأ بالتطور مع ظهور المذاهب النقدية في العالم.
الناقد المصري عبد الوافي واحد كتب دراسة مطولة في مجلة نزوى العمانية نشير إلى بعض خطوطها قبل عرض آخر الكتب المترجمة إلى العربية في هذا المجال، يقول وافي:
ولعل أهم محاولات الإجابة عن سؤال: ما الأدب؟، هي تلك التي قام بها الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر، وتأتي أهمية ما توصل إليه سارتر، من أهميته ذاتها ليس كمفكر فقط، بل ومنتج للأدب أيضا، فقد أبدع العديد من النصوص الروائية والقصصية، وتفوق على نفسه في نصوصه المسرحية العظيمة. وهنا تكمن أهمية سارتر، إذ إنه يضع خرائط لجبال قد تسلقها بالفعل، وبالتالي فإنه يعرف دروبها وأخطارها عن خبرة ذاتية.
ومن وجهة نظر سارتر، التي أثرت بها – بل وصاغتها – النظرة الوجودية الماركسية التي يعتنقها، نجد أن علاقة الكاتب بمجتمعه والواقع الذي يعيش فيه، كانت المنظور الأساسي، الذي حاول – من خلاله – أن يجيب على التساؤل السابق.
كما كان من الطبيعي أن يؤدي هذا المنظور بسارتر الى اعتناق فكرة “التزام الأدب”، باعتبار أنه منتج اجتماعي بالاْساس، رغم صبغته الفردية، فقد كانت أهم نقاط ارتكاز الوجودية، هي مبدأ “الإنسان في العالم”، ولأن الكاتب إنسان بطبيعته، فإن وجوده الواقعي يمثل هوية أدبية له، يستحيل أن يخرج عليها، بقدر ما يخرج منها.
لقد انسحب مفهوم الالتزام، من وجهة نظر سارتر، على كل أفرع الأدب النثري، إلا أنه قد تجاوز عن النصوص الشعرية، وأخرجها من دائرة الالتزام، باعتبار أن الشعر خطاب تشكل لغته غاية في ذاتها، ومن هنا، كان البحث عن طبيعة الأدب، والأمر كذلك، يسير في عدة دروب متوازية، تمثلت في ثلاثة اتجاهات رئيسية
وعن دار التكوين بدمشق صدر كتاب ظاهرة الأدب الذي يسعى للإجابة على الكثير من الأسئلة مثل: لماذا نكتب:
لم تَعُد النظرية الأدبية محطَّ اهتمام النقاد في العقود الأخيرة؛ لذا أصبح كتابٌ كهذا نادراً حقاً.
سيكون بعض الناس ممتنين دائماً لهذه الحقيقة.
كان من الصعب التنبؤ، في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، بأنّ السيميائية وما بعد البنيوية والماركسية والتحليل النفسي وغيرها، ستصبح في معظمها مثل لغاتٍ أجنبية للطلاب بعد ثلاثين عاماً.
وبوجه عام، ضُرِبَ بها عرض الحائط بسبب أربعة ميادين: ما بعد الكولونيالية، والعرقية، والجنسانية، والدراسات الثقافية. هذه ليست بالضبط أخباراً تُثلج الصدر لمعارضي النظرية المحافظين، الذين كانوا يأملون بلا شك أن يبشِّر انحدارها بالعودة إلى «وضع سابق لها».
•كتاب ظاهرة الأدب:
تأليف: تيري إيغلتون.
ترجمة: الدكتور باسل المسالمة.