الثــورة:
اكتشف فريق بحثي في مجال الأحياء أكبر بكتيريا في العالم في منطقة جزر «غوادلوب – Guadeloupe» الفرنسية الواقعة جنوب البحر الكاريبي، ومن المحتمل أن تكون أكبر من الرقم القياسي المسجل سابقاً.
حيث تمكن رؤية الخلية المفردة التي تشبه الخيوط بالعين المجردة؛ حيث تنمو حتى 2 سم و5000 مرة أكبر من العديد من الميكروبات الأخرى. علاوة على ذلك، يمتلك هذا العملاق جينوماً ضخماً لا يتحرك بحرية داخل الخلية كما هي الحال في البكتيريا الأخرى، ولكنه بدلاً من ذلك مُغطَّى بغشاء، وهي خاصية ابتكارية لخلايا أكثر تعقيداً، مثل تلك الموجودة في جسم الإنسان.
فقد تم الكشف عن البكتيريا في نسخة أولية نُشرت على الإنترنت الأسبوع الماضي، وأذهلت بعض الباحثين الذين راجعوا خصائصها.
تقول عالمة الأحياء الدقيقة بجامعة ماساتشوستس: عندما يتعلق الأمر بالبكتيريا؛ فهذا بالتأكيد يدفع ما اعتقدنا أنه الحد الأعلى [للحجم] بمقدار عشرة أضعاف.
البكتيريا كبيرة الحجم، أكبر من ذباب الفاكهة والديدان الخيطية، وهي كائنات مختبرية شائعة يصيبها هو وآخرون.
بصرف النظر عن الأفكار المقلوبة حول كيف يمكن أن تصبح الميكروبات كبيرة ومتطورة، فإن هذه البكتيريا «يمكن أن تكون الحلقة المفقودة في تطور الخلايا المعقدة»، كما يقول عالم الأحياء الحاسوبية في معهد كيوشو للتكنولوجيا اليابانية.
* مكونات الحامض النووي لخلية البكيتريا
تشتمل تلك الخلية على كيسين غشائيين، يحتوي أحدهما على جميع الحمض النووي للخلية، ويسمى هذا الكيس بالعضية، وهذه «خطوة جديدة كبيرة» تشير إلى أن فرعي الحياة ليسا مختلفين كما كان يُعتقد سابقاً، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في تعريفنا لحقيقيات النوى وبدائيات النوى.
يُذكر أن علماء الأحياء الدقيقة اعتادوا الاعتقاد بأن البكتيريا يجب أن تكون صغيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تأكل وتتنفس، وتتخلص من السموم عن طريق انتشار الجزيئات داخل خلاياها، وهناك حدود لمدى المسافة التي يمكن أن تقطعها هذه الجزيئات. ثم في عام 1999، اكتشف الباحثون ميكروباً عملاقاً آكلاً للكبريت بحجم بذرة الخشخاش تقريباً قبالة ساحل ناميبيا. يمكن أن تكون كبيرة؛ لأن محتوياتها الخلوية يتم سحقها على جدار الخلية الخارجي بواسطة كيس عملاق مملوء بالماء والنترات. لا يزال بإمكان الجزيئات الأساسية للبكتيريا أن تنتشر داخل وخارج الخلية؛ لأن «الخلية تعيش فقط على طول الحافة». فقد وجد العلماء منذ ذلك الحين بكتيريا كبيرة آكلة للكبريت، لكن خيوطها الطويلة تتكون من خلايا متعددة.
مثل الميكروب الموجود في ناميبيا، تحتوي بكتيريا المانغروف الجديدة أيضاً على كيس ضخم -يُفترض أنه من الماء- يشغل 73٪ من حجمه الإجمالي. أدى هذا التشابه والتحليل الجيني إلى قيام فريق البحث بوضعه في الجنس نفسه مثل معظم الكائنات الميكروبية العملاقة الأخرى، واقتراح تسميته «Thiomargarita magnific»، وقد عُثر على هذه البكتيريا على سطح أوراق المانغروف المتحللة، وأطلق عليها العلماء اسم «لؤلؤة الكبريت»، ومن المتوقع إجراء مزيد من البحوث في الأسابيع المقبلة.