الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم:
منذ 3 سنوات نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية صوراً للوحشية التي كانت ترتكبها القوات الأمريكية في فيتنام، والتي ساعدت في إنهاء الحرب، بعدما استطاع المصورون التقاطها، والتي ضغطت بالتالي على السياسيين لإنهاء الحملة والاحتلال الدموي.
وتسلط الصور الضوء على سفك الدماء الشنيع الذي حدث للمدنيين الفيتناميين بيد القوات الأمريكية.
وفي الصور المؤلمة، ارتكبت القوات الأمريكية بين عامي 1964 و 1973، جرائم بحق مجموعات من الرجال والنساء والأطفال الفيتناميين.
ووثق ذلك في كتاب أعده دان بروكس وبوب هيليربي، المؤلفان اللذان توليا فضح البشاعة الأمريكية التي لم تتم عليها محاسبة فعلية إلى الآن.
وفي الصور، تظهر امرأة مسنة تلتقط بقايا من منزلها بعد أن تم تدميره بسبب القتال، وصور لجثث مدنيين تفترش الأرض، وصور تظهر صرخات المذعورين.
وتم نشر العديد من هذه الصور في جريدة ستارز آند سترايبس العسكرية والصحف المحلية في الولايات المتحدة ولم يتم رؤيتها منذ ذلك الحين.
وفي أحد المشاهد المؤلمة، يظهر “بام تان كونج” الذي قتل جنود أميركيون في ماي لاي عائلته أمامه، في واحدة من أسوأ المجازر التي وقعت خلال حرب فيتنام، في 16 آذار 1968، وهي المجزرة التي راح ضحيتها 504 قروياً معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
وقتل جنود مشاة معظم ضحايا المجزرة، لذا من المستبعد ان يكون الأمر اختلط عليهم من مروحية ليعتقدوا أنهم من مقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير أو الفيتكونج.
ولعبت الصور التي التقطها ونشرتها في 1969 مجلة “لايف” دورا كبيرا في تعبئة الرأي العام الأمريكي ضد الحرب.
وكان الصحفي الاستقصائي الأميركي سيمور هيرش كشف عن وقوع هذه المجزرة، لكن الأمر استغرق سنوات لكشف تفاصيل أكثر الانتهاكات الجماعية التي ارتكبها الجنود الأميركيون في فيتنام.
واليوم تسرد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تفاصيل واقعة اقترف فيها عسكريون أمريكيون فظائع في قرية فيتنامية قبل 54 عاماً.
الواقعة التي كتبت تفاصيها زاخاروفا وأوردتها وسائل إعلام روسية حصلت في السادس عشر من آذار عام 1968 في قرية سونج ماي الفيتنامية بمقاطعة كوانج نجاي حيث امتدث نيران الأمريكيين ملتهمة القرية برمتها ما تسبب بمقتل 173 طفلا و178 امرأة بينهن 17 كن حوامل من إجمالي 567 ضحية.
زاخاروفا لفتت إلى أنه لم يتم حينها الكشف عن الواقعة على الفور بل أنكرتها واشنطن إلا أن صورا نشرت فضحتها فتغير الموقف وكشف المستور، مشيرة إلى أن رونالد هايبرلي وهو أحد أفرد كتيبة متخصصة في الانتقام تدعى “تشارلي” التقط صورا أثناء المذبحة لكنه لم يعرضها على أحد لمدة عام كامل وبالتحديد في تشرين الثاني 1969 حيث باع صورا للعديد من الصحف الأمريكية والأوروبية.
وأوضحت زاخاروفا أن السكان الضحايا المسالمين أصيبوا بجروح وتشوهات مروعة تتمثل في طلقات بالرأس وأحشاء مبعثرة ووجوه ميتة موسومة بألم مرعب وبالقرب من الجثث جنود أمريكيون يقهقهون ويشعلون النيران في المنازل.
وقالت “انفجرت بعد ذلك فضيحة كبيرة بمحصلة كل ذلك أدين جندي واحد فقط يدعى ويليام كيلي بارتكاب الجريمة وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لكن بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الإقامة الجبرية تم العفو عنه” مضيفة “هذا الأمر تذكير رهيب بالطريقة التي يخوض بها الأمريكيون الحروب”.
وخلصت زاخاروفا إلى القول “هذه الجريمة البشعة ظهرت إلى العلن بالصدفة ويتساءل المرء .. كم عدد الفظائع التي بقيت مجهولة لأن الأمريكيين لم يتركوا شهودا وشهادات يرويها أحياء…”.
وحرب فيتنام ، والمعروفة أيضًا باسم الحرب الهندوصينية الثانية، وفي فيتنام يطلق عليها حرب المقاومة ضد أمريكا أو ببساطة الحرب الأمريكية، ابتداءً من 1 تشرين أول 1955، حتى سقوط سايغون في 30 نيسان 1975.
السابق