حين تسعى العولمة لإفراغ الثقافات من مضمونها

الثورة – غصون سليمان:
تحكمت شروط العولمة بحالة البشرية من أقصاها إلى أقصاها وفقا لاختبارات كل دولة وقدرتها على توظيف اقتصاداتها بما يناسب حاجاتهم دون تأثير أو تدخل خارجي..لكن على مايبدو أخذت ثقوب العولمة تمطر أحماضها في كل اتجاه حيث كان التأثير الأخطر هو على البلدان النامية والفقيرة بشكل عام.
الدكتور سليم بركات أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق يرى أن ظاهرة العولمة تعني الانتشار بالفكر والتطبيق، فهي بمثابة “السوسة” التي تنخر بفكر الاقتصاد والثقافة والمجتمع وتمتد لتكون عملية السيطرة على العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،لكن ليست هي المرة الأولى التي نعيشها في عصر العولمة ، لافتا إلى أن الامبراطوريات عولمة، والأديان عولمة ،ومصطلح الشيوعية عولمة “ياعمال العالم اتحدوا”.
لكن عولمة اليوم هي عولمة الاقتصاد وعولمة الهيمنة، علما أنٌ الواقع يقول غير ذلك من أن الهيمنة أمريكية وبالتالي لا تعترف هذه العولمة بالحدود الجغرافية التي جعلت من العالم قرية صغيرة ،ولكن بالافكار مع التركيز في هذا الاطار على عربية العولمة ،على صون الاتصالات، والمعلومات والإعلام الجماهيري والتسليم لصالح البشرية المشتركة وعوائق حركة الحلول للمواد والمال.
وذكر الدكتور بركات في حديث معه أن إشكالية الدولة الوطنية في هذه العولمة مختلفة عما هو فوق الوطني والقومي، وفيها مرجعيات ما فوق إقليمية، وصندوق النقد الدولي،والشركات متعددة الجنسيات والعابرة للحدود،كل ذلك يأخذ مجاله في اطار العولمة .
فالعولمة برأي الدكتور بركات تحطم الحواجز بما في ذلك الأمم الصاعدة من خلال الأسواق العالمية الاستهلاكية في عصر العولمة والديمقراطية والتي تدور في فلك القمة شكلية وملغومة، فيما الأيديولوجيات منهارة من قبل الاستبداد العالمي ،ونحن في الوطن العربي نعاني من ذلك لأننا في عصر انهيار الايديولوجيات.
فالعولمة من وجهة نظره تذهب اليوم بالقائلين إن الرأسمالية ديانة الانسانية لاسيما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
فمع نزوع الغرب نحو الشمولية وانهيار القيم الانسانية السامية ،واختراق الثقافات كل هذا يشكل اليوم مفهوم العولمة.
ويشير الدكتور بركات أن مصطلح العالمية غير مصطلح العولمة فالأولى تعني الانفتاح على العالم ولكن على أن تحتفظ الأمة بخصوصيتها، ولاتعني تغيير الثقافة المجتمعية لأمة بعينها. فلكل أمة ثقافتها وخصوصيتها، لطالما هي نزعة انسانية وتعاون وتفاعل ، فيما تعني العولمة إفراغ الثقافات من مضمونها، فهي بعيدة عن الحالة الاجتماعية والإنسانية تعتمد أسلوب الهيمنة والأنانية، فزعامة الولايات المتحدة الأمريكية همها تخفيف التكاليف، وزيادة الأرباح، وتقليص الخدمات، وهي وفق النموذج الغربي تعني عولمة رأس المال، والتطور التكنولوجي ،والانطواء على الشهوات والتجويع والفقر، والتنكر للهوية وقهر الشعوب، مشيرا إلى جملة عوامل قومية معينة ومتعددة، تأخذ مسارها الأممي بين الدول، واذا ما اسقطنا هذا الجانب على العرب نجد أنه على الرغم من امتلاكهم لمجمل العوامل القومية من لغة وتاريخ، وإرادة واقتصاد، ومصالح مشتركة،فلا توجد أمة تعاني كما تعاني الأمة العربية اليوم من تمزق وتفكك وانهيار . ولاسيما في حروب موجة (الربيع العربي) الذي حمل معه سموم العولمة الحاقدة من موت وخراب ودمار.

آخر الأخبار
أول باخرة سورية نحو أميركا الجنوبية.. تدشين ممر تصديري إلى أسواق 450 مليون مستهلك منتخبنا يطمح للعبور من بوابة جنوب السودان لكأس العرب عودة ميمونة لبرشلونة للكامب نو برباعية قنوات رياضية عالمية على البث الأرضي في سوريا بايرن يبتعد في صدارة البوندسليغا سان جيرمان يستعيد صدارة الليغ آن فوز الجيش وأهلي حلب في دوري اليد جبلة يشكل الفريق الرديف للرجال صعود أربعة أندية لدوري الأولى لكرة الطائرة من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة