عندما يعاقب الأهل الأبناء ببعضهم!!

الثورة – حسين صقر:

كثيرة هي الكتابات والمقالات عن تربية الأولاد، كي تنعكس تلك التربية على سلوكهم في المدرسة والجامعة ومستقبلاً في أماكن العمل والطرقات وحافلات النقل، وفي أي مكان يتواجدون فيه.
ولكن غالباً مايرتكب الأهل أخطاءً غير مقصودة، ويكون هدفهم في البداية زرع بذور الصلاح في نفوس أبنائهم، ولهذا يلجؤون لمقارنة الأخوة ببعضهم، لكن سرعان مايتحول عامل المقارنة إلى غيرة وحسد ثم إلى حقد وكراهية،ثم إلى مالا تحمد عقباه.
ويروي “ن.س” أحد الأشخاص مأساته في هذا السياق قائلاً: كان لدينا في العائلة شابان وبنتان، أحد الأخوة وهو الأكبر كان مستهتراً وغير مبال، وهمه السهر والتنزه ولقاء رفاق السوء والبذخ، وكانت أحوالنا المادية جداً ممتازة، ولم أذكر أنني بخلت يوماً على أبنائي، وكنت ولا أزال أعتبر المادة وسيلة وليست غاية، وكانت تجارتي والحمدلله رابحة، ولا أذكر أيضاً أنني كنت أفرق بين الأخوة في العطاء.
وتابع ” ن.س” كنت أعطي المصروف بالتساوي لجميع أولادي، ولكن مع كل أسف كان الأكبر ينفق ماله على الملذات التي لا طائل منها، بينما يصرفها أخوه بالمنطق والمعقول، وأحياناً كثيرة يدخر منها، وعندما أسأله لما لاتصرف ما أعطيك إياه، يقول: كل شيء من طعام وشراب ورفاهية توفرونه لنا في المنزل، وما أصرفه هو على الضروريات، وهنا بدأت أقارن بينه وبين أخيه المستهتر الذي لايصنع للأشياء قيمة، وصرت أفكر بمستقبله وكيف سيمضي حياته إذا بقي على هذا الحال.
وقال تشاورت مع والدته بالأمر، وقررت زيارة أحد المحامين الذين أثق بهم، وتشاورت معه بالأمر أيضاً، واتفقت معه على أن ننظم عقود بيع شراء بكل ما أملك باسم الأخ الأصغر، أيضاً بالاتفاق معه، شرط أن يعيد لأخيه مستحقاته عندما يشعر أن أخيه بدأ يصحو ويستعيد وعيه ويدرك مصلحته، وأنا فعلت ذلك خوفاً على الثروة التي استنزفتني، أن تضيع هباءً، لأن الولد الأكبر لايقدر قيمة تعبي وجهدي وكفاحي.
وأضاف ” ن.س” وهكذا اكتملت العقود وأصبحت مع المحامي وأخيه وأخبرت زوجتي بما حصل، وبدأت تسليم إدارة العمل أولاً بأول للولد الأصغر كما هو متفق عليه، بعد أن عاهدني أمام المحامي ووالدته وكتاب الله بأنه سوف يحرص كل الحرص على إعطاء أخيه حقه عندما يدرك مصلحته، وأن يخبره بذلك بعد وفاتي، ولكن كانت المفاجأة أن الولد الأكبر شعر بذلك، وحقق بالأمر ولم يدرك أن حقه سيبقى محفوظاً، وما جرى هو لمصلحته، وعندما سألني و أخبرته بأنه غير أهل لذلك، وأنه لم يتعلم من أخيه قيمة المال الذي لم أجمعه ببساطة، وفي إحدى الليالي وعندما كان أخوه عائداً من العمل في الشركة التي نعتمد في تنظيم معظم أمورنا على إنتاجها، دخل عليه في منزله وأطلق عليه الرصاص دون رحمة أو شفقة وأرداه قتيلاً، وحاول إخفاء جريمته، لكن يد العدالة وميزانها كانا أقوى منه، وبعد تحقيقات اعترف بارتكابه الجرم ضد أخيه ليتحول إلى المحاكمة وينال جزاءه العادل، ونعيش نحن المأساة نتيجة عدم تقديرنا للعاقبة.
وأهاب “ن.س” بالأهل ألا يعتمدوا هذا الأسلوب في التربية لأن النتائج ليست مضمونة.

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان